#جريدة_الآن صلاح الساير: السلام الافتراضي ينطوي على خطر ماحق وان ساد الهدوء

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 607 مشاهدات 0


الجريدة

ما أجمل السلام حين يحل محل الخصومة والبغضاء بين البشر، شريطة أن يكون سلاما كاملا متكاملا مبنيا على أساسات صحيحة ونوايا سليمة ومصالح حقيقية. أما (توهم السلام) أو السلام (الافتراضي) فإنه ينطوي على خطر ماحق وان ساد الهدوء بعض الوقت بين المتنازعين. وذلك نجده جليا في بعض الدول التي عانت داخليا من انعدام (وضوح) حالة السلم الأهلي حيث تنتهي تلك الحالة (غير الواضحة) في كثير من الاحيان بصدامات داخلية عنيفة تتجسد في حروب أهلية ينجم عنها انقسام المجتمع وتمزق الدولة أو اندلاع حروب كبرى في الإقليم أو في العالم.

***

في عام 1938 وقعت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا معاهدة صلح في مدينة ميونخ. وهي المعاهدة التي أفضت إلى حرب شعواء لم تعرف البشرية مثلها. والسبب ان تلك المعاهدة المشؤومة الموهومة كانت تعكس حالة (صلح متوهم أو غير واضح) فالدول التي وقعت على الاتفاقية انطلقت من فرضيات وهمية. الأمر الذي شجع الزعيم النازي ادولف هتلر على المضي أكثر في غيه، والشروع بأحلامه التوسعية، واشتعال الحرب العالمية الثانية. وتلك وقائع تشير إلى عدم جدوى عامل (الزمن) لحل المشكلات التي يتفاقم فيها الغموض بفعل الزمن فتكون اكثر خطورة وأشد فتكا؟

***

مثلما (الوضوح) ضروري لإتمام السلام بين البشر، فكذلك (التطبيع) وعودة العلاقات الطبيعية بين المتخاصمين. ذلك أن السلام الذي يغيب عنه الوضوح ويحرم من التطبيع سلام ناقص خطير مهدد بالانهيار في أي وقت. فالسلام الحقيقي والقوي والمثمر لا يستقيم دون تطبيع للعلاقات من اجل استعادة الثقة ونشر المحبة والتطهر من العداوة. أما السلام الصوري أو (المتمانع) أو الممنوع والمحروم من نعمة التطبيع فلا يعمر طويلا وان أبرمت الدولة عشرات معاهدات الصلح واتفاقيات السلام الافتراضية.

تعليقات

اكتب تعليقك