#جريدة_الآن خالد رمضان : لماذا نقدم هذه المستويات الهزيلة ونحن نملك مخزونا من التجارب المميزة، ولدينا طاقات فنية مميزة في كل مفردات العمل التلفزيوني والدرامي؟

زاوية الكتاب

كتب خالد عبداللطيف رمضان 992 مشاهدات 0


عادة تزداد مشاهدة التلفزيون في رمضان، وهذه الظاهرة لا تختص بها الكويت فقط، فالبلاد العربية تشاركنا في الإقبال على مشاهدة البرامج التلفزيونية المعدة خصيصا للشهر الكريم. وعادة ما تستأثر المسلسلات الدرامية بمتابعة المشاهدين، لذلك تحتشد شركات الإنتاج الفني لإنجاز أعمالها قبل حلول الشهر الفضيل، كما تستعد المحطات التلفزيونية لإنتاج مسلسلاتها أو الشراء من شركات الإنتاج، وتستدرج عروض شركات الإعلان للحصول على حصتها من الإعلانات التي تتناسب مع ما تقدم من مسلسلات، ومن يشارك فيها من نجوم لهم حضورهم الجماهيري.

وتلفزيون الكويت كغيره يكلف بعض الشركات بالإنتاج، وفق نظام المنتج المنفذ، كما يشتري إنتاج شركات أخرى، لكن هل وفق تلفزيون الكويت في اختياراته؟ وما أهدافه من خلال بث هذه المسلسلات بخلاف التسلية؟ وهل من أهداف تلفزيون الدولة تقديم التسلية فقط في زمن امتلأ فيه الفضاء بالمحطات الخاصة التي تتنافس فيما بينها لتسلية المشاهدين؟ وهل تدقق الجهات المكلفة بالشراء بالقيم التي تحملها هذه المسلسلات سواء كانت إيجابية أو سلبية؟ إن المتابع لما يقدم على شاشة التلفزيون في رمضان يدرك بسهولة أن لا أحد معني بالإجابة عن مثل هذه التساؤلات، ولا نجد من يقوم باستبيانات لاستطلاع آراء المشاهدين فيما يفضلون، وما هي البرامج التي يقبلون على مشاهدتها وتقييمهم لما يقدم. وما نتابعه في وسائل التواصل من نقد للبرامج التي يقدمها التلفزيون، دليل وعي للمشاهدين، ونشوء نقد مواز للنقد الفني من قبل المتخصصين، فهو نقد شعبي وأصبح كل فرد بإمكانه أن يطل على متابعيه في تويتر أو إنستغرام أو فيسبوك، ويبدي رأيه بما شاهد، وخاصة في المسلسلات التلفزيونية كونها تحظى بالشعبية، ومعظم الآراء المتداولة لا تصب في مصلحة ما يقدمه تلفزيون الدولة، خاصة ما يقدم بعد الإفطار من أعمال تحاول استدرار ضحك المشاهدين، لكن للأسف لا ينال المشاهدون منها إلا الكدر، لما تتضمنه من مشاهد مملة ومكررة لسنوات، مع تغيير اسم العمل وبعض الوجوه المشاركة. وبرامج المسابقات الساذجة ليست بأفضل حال، لا شك في أن هذه الأعمال بذلت فيها جهود لفنانين يملكون القدرات لتقديم ما هو أفضل، وصرفت أموال عامة، واستهلكت وقتا من المشاهدين. لماذا نقدم هذه المستويات الهزيلة ونحن نملك مخزونا من التجارب المميزة، ولدينا طاقات فنية مميزة في كل مفردات العمل التلفزيوني والدرامي؟ إذن مشكلتنا ليست في القدرات إنما في الاختيارات غير الموفقة، وليت المسؤولين في وزارة الإعلام يتابعون ما يقدم على شاشة التلفزيون ليحكموا بأنفسهم على مستوى ما يقدم، والذي لا يليق بدولة الكويت، ولا بتاريخها الثقافي والفني وقدرات أبنائها.


تعليقات

اكتب تعليقك