#جريدة_الآن وفاة الشاعر الكبير شليويح الشلاحي أحد أهم شعراء المحاورة في الجزيرة العربية

 - خاص

تقرير أعده داهم القحطاني 

انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الشاعر الشعبي الكبير شليويح بن شلاح الشلاحي المطيري .

وسيوارى جثمانه الثرى اليوم الخميس ٢٣-٥-٢٠١٩ في مقبرة الصليبيخات بعد صلاة التراويح .

ويعتبر شليويح الشلاحي أحد أهم شعراء فن المحاورة أو ما يعرف بالقلطة خلال الخمسة عقود الأخيرة فقد شكل مع الشعراء أحمد الناصر ومطلق الثبيتي ومستور العصيمي وخلف هذال العتيبي وصياف الحربي ومحمد الجبرتي حقبة تعتبر من أهم حقب هذا الفن الشعبي الأكثر شهرة في جزيرة العرب .
والشاعر شليويح الشلاحي نشأ فِي البادية في بيت ابن شَلاح المعروف وولد  تقريبا عام 1940 م .

دخل عالم المحاورة وعمره تقريباً 15 سنة , كما شارك في إعداد وتقديم أول برنامج يهتم بتراث البادية في إذاعة الكويت مع الزميل سعود بن جمران العام 1961 تقريباً .

وكان له دور مهم في دعم مسيرة الشعر الشعبي في الكويت والجزيرة العربية حيث تولى منصب المدير الداخلي لديوانية شعراء النبط في بداية تأسيسها , وتم تعيينه  مسؤولاً عن فن المحاورة في ديوانية شعراء النبط .

واستطاع الشاعر شليويح الشلاحي أن يوسع آفاق الشعر الشعبي حين نجح في جعل فن المحاورة يتم تقديمه ضمن برامج الترويح السياحي لوزارة الإعلام وذلك لعدة سنوات.
صدر له ديوان شعر مكتوب يتضمن قصائد قيلت عنه كما يضم محاورات جرت بينه وبين رفيق دربه الشاعر الكبير  مطلق الثبيتي  .

وضم الديوان محاورات شعرية جرت بينه وبين شعراء فن المحاورة العمالقة ومنهم  مستور العصيمي , خلف بن هذال العتيبي  , رشيد الزلامي , صياف الحربي , عوض الله السلمي , محمد الجبرتي , أحمد الناصر , جارالله السواط , ناصر الشيباني , مفرح الضمني , سعد بن جدلان و حمود البغيلي .

أحد أسباب استمرار عشاق شعر القلطة في تذكر الشاعر شليويح الشلاحي أنه اعتزل وهو في القمة (العام 1988 تقريبا )فقد كان له رأي طبقه على نفسه مفاده أن إعتزال الشاعر وهو في القمة خير له من أن يعتزل أو يذهب عنه الناس إن تردى مستواه أو لم يعد ذلك الشاعر المؤثر .

ومن أسباب اعتزاله دخول الأموال في عالم المحاورة فالشعر كما يؤمن خلق من أجل التعبير عن مشاعر الناس ومشاكلهم وكذلك لتسليتهم والمادة لا تستقيم مع كل هذا .

ومن أسباب الاعتزال دخول أوزان يعتبرها غريبة على الشعر كما الموال الذي أسرف بعض الشعراء في إستخدامه .

كما أن من أسباب اعتزاله كما قال في مقابلة إختفاء الجمهور والنقاد الذي يعرف حبهم لشعر المحاورة وهم الذين كانت آرائهم تزيد من إبداع الشعراء .

محاورته الأخيرة كانت مع الشاعر المرحوم مطلق الثبيتي في مهرجان الجنادرية للثقافة في مدينة الرياض العام 1988 .

ويعلل الشاعر شليويح الشلاحي في لقاءات سابقة تراجع مستوى الشعر الشعبي بشكل عام إلى انتشار القنوات المتخصصة بشكل كبير جداً ما جعل كثيرين يملون من سماع الشعر , كما ذكر أن من أهم أسباب تراجع مستوى الشعر قلة الدعم الرسمي له بعكس ما كان في السابق حيث حظي الشعر بدعم شخصيات هامة كأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد , وكالملك خالد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الراحل , وكالملك سلمان بن عبدالعزيز حين كان أميراً للرياض كما تراجع دعم الجامعات عن دعم ورعاية الشعر حيث يذكر في مقابلة أن جامعة الملك سعود في الرياض كانت تنظم الإحتفالات الشعرية بكثرة إلا أن ذلك تراجع بشكل كبير .

وقد مثل الشاعر شليويح الشلاحي الكويت في مناسبات عديدة من أهمها مهرجان الجنادرية الثقافي في المملكة العربية السعودية والذي يعتبر واحداً من أهم المهرجانات الأدبية والشعرية على مستوى العالم .

الشاعر خلف هذال العتيبي الذي بدأ لعب القلطة العام 1959 في الكويت واعتزل قبل سنوات يقول عن الشاعر شليويح الشلاحي " أنه شاعر ذو معنى , ولا يأتي ببيته الشعري إلا مصوقر ( دقيق وقوي المعنى) " . ويقول أيضا " إن شليويح الشلاحي إذا كان يفتل المعنى ( يركب معنى جديد)  فإنه يحكم الفتل , وإذا كان ينقض معنى أبيات شعر الشاعر المنافس فإنه يجيد فل هذا المعنى " .ويضيف " شليويح الشلاحي من بد الشعراء قوي ولا تجد عليه مدخلا ينقص المعنى في أبيات شعره "

رسالة الشاعر شليويح الشلاحي للشعراء تمثلت في هذه المقولة الحكيمة التي ذكرها في لقاء سابق  :
" المطلوب من الشعراء توخي الحذر مِن الدخول فِي مهاترات وتجنيب القبائل والأمم سقط القول  وعدَم كشف المعنى والا لاصبحت القصيدة جوفاء والبعدَ عَن المطبلين مِن الجمهور غير المثقف والاقلال مِن سماع الاشرطة الَّتِي افقدت الشعر قيمته وعدَم التطرق الى الشعراءَ الاخرين الا فِي خير فإن تبادل الكلمات البذيئة ليس مِن نهج الاحرار ".

رحم الله الشاعر الكبير شليويح بن شلاح الشلاحي

محاورة شهيرة جمعت الشاعر شليويح الشلاحي مع الشاعر الكبير محمد الخس في افتتاح ديوانية شعراء النبط  1977 بحضور أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد , والشيخ مشعل الأحمد نائب رئيس الحرس الوطني