#جريدة_الآن الإخوان استغلوا الدين ولعبوا لعبة التكفير والتشفي بهم مبرر

زاوية الكتاب

كتب قيس الأسطى 719 مشاهدات 0


القبس

لا أخفيكم سراً أن جزءاً مني فرح جداً لقيام الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول باعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية؛ لأنهم وعلى مدى عقود من الزمن استغلوا الدين بشكل لا يصدق في السياسة ولعبوا لعبة التكفير وغرروا بشباب صغار السن وأوغلوا في الخصومة مع الكثيرين، لذا فإن التشفي بهم مبرر. 

لكن هذا الموضوع سيلحقه بعض المتطلبات القانونية بأن تفض تجمعاتهم وتقفل مراكزهم، وفي بعض الحالات يطارد أعضاؤهم وشبابهم في مشارق الأرض ومغاربها. وهنا يأتي جزئي الآخر، ليوجه سهام النقد إلى جزئي الأول، فاختلاف الفكر والعقائد أمر جائز، لكن هذا الاختلاف يجب ألا يتحول إلى أداة لتفعيل محاكم تفتيش ونصب المشانق لأناس لمجرد أنك تختلف معهم فكرياً. 

عن نفسي أجد أن أي إجراء قانوني يجب أن تقوم به الحكومات يكون بعد قيام أي شخص أو مجموعة بعمل جنائي، وهذا هو النقاش الأدبي والأخلاقي، لأن مباركة أي إجراء ضد شخص أو مجموعة ستنافي فكرة الديموقراطية والدولة المدنية التي كتبنا ونادينا بها نحن وغيرنا لمدة عقود من الزمن. 

كما أن فكرة إعطاء شيك على بياض لأي نظام سياسي، خصوصاً في منطقتنا العربية، ستترتب عليها مآس، كما حصل لقوى البعث والقومية الناصرية بالستينيات والسبعينيات على يد بعض الأنظمة فشهدنا اعتقالات وتغييرا لمراكز نفوذ ولعبا في تركيبات ديموغرافية، خوفا من الفكر القومي والعروبي في تلك المرحلة، وهذا تم بمباركة من الإخوان في تلك المرحلة. 

لكن المبادئ لا تتجزأ.. وما فعله الإخوان في تلك المرحلة، يجب ألا يفعله غيرهم. 

باختصار قمة النفاق أن تطالـب بشيء وتفعل غيره، ونحن في هذه الزاوية الصغيرة لن نبارك أي إجراء من دون ذنب جنائي يستوجب الملاحقة القانونية. فهل وصلت الرسالة؟.. آمل ذلك.


تعليقات

اكتب تعليقك