#جريدة_الآن أحمد الصانع : لنسميها وزارة التلقين بدلاً من التربية
محليات وبرلمانكتب دكتور أحمد الصانع مايو 11, 2019, 10:47 م 599 مشاهدات 0
القبس
في ضوء ما نشهده ونلمسه من إغفال للكثير من أسس ومعايير التربية في مدارس دولة الكويت، أقترح تغيير اسم وزارة التربية إلى وزارة التعليم أو التلقين، لأن هذا ما تقوم به للأسف في الفترة الحالية، والغريب في الأمر أن دولة الكويت قد تكون الوحيدة التي تنفرد باسم وزارة التربية فقط على مستوى الدول العربية، فمعظم الدول العربية تعتمد مسمى وزارة التربية والتعليم، ولكن في الكويت تسمى وزارة التربية، وذلك لأن المؤسسين الاوائل كانوا على يقين ان التربية تسبق التعليم، وهي القاعدة الاساسية التي يبنى عليها اساس التعليم، وبلا تربية لن يكون هناك تعليم بالمعنى التربوي الصحيح.
وقد أشار أفلاطون إلى التربية على أنها تضفي على الجسم والنّفس كل جمال وكمال ممكن لها.
وانّ التربية هي العمل المنسَّق المقصود الهادف إلى نقل المعرفة، وخلق القابليات، وتكوين الإنسان، والسعي به في طريق الكمال من جميع النواحي وعلى مدى الحياة.
جدير بالذكر، أصبحت التربية استراتيجيّة وطنيّة مهمة لشعوب العالم، يتمّ وضع الميزانيّات والخطط والكوادر البشريّة من السياسات والبلدان لتحقيق الأهداف المرجوّة، حيث تسهم التربية في تحمل مسؤوليات الافراد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقيمية، ومعرفة حقوقهم وواجباتهم.
وهي عاملٌ مهمٌ في بناء الدولة العصريّة الحديثة التي تتماشى مع الحضارة، وتواكب التقدم العلميّ والتكنولوجيّ، حيث تدلّ الأفراد على حقوقهم المدنيّة والسياسيّة، وتحرير الأفكار من الجهل ليؤمن الأفراد بالرأي والرأي الآخر، وتدعم دور المشاركة الفعالة في تطوير المجتمع.
وتؤدي الى التماسك الاجتماعيّ والوحدة الوطنية. لم تعد التربية تعتمد على التلقين وتخزين المعلومات في العقول، بل على تكوين العقول لتفكّر تفكيراً علميّاً سليماً، فالتربية وسيلة لتقوية الشعور بالوحدة الوطنية، هذا الشعور النابع من وحدة اللغة والتاريخ والجغرافيا وآمال المستقبل وطموحاته.
وفى السياق ذاته تشير الى معاني التقدّم والرُّقيّ والكمال والنمو والتنشئة والتطوّر للأفضل، كما أنها لا تقتصر على فترةٍ زمنيةٍ معيّنةٍ من عمر الإنسان، بل هي عمليةٌ مستمرةٌ معه.
وفي ضوء ما سبق، اقترح اعادة النظر في ترسيخ مبادئ التربية الاساسية بوزارة التربية بالكويت، مثل تدريس مقرر تربوي متدرج وفقا للمرحلة العمرية يؤسس لدى التلاميذ المفاهيم والمبادئ والقيم الاساسية للتربية والمستمدة من الإطار المجتمعي والديني، ففي المرحلة الابتدائية يمكن تدريس مقرر بسيط عن القيم والاخلاقيات، وفي المرحلة المتوسطة يستكمل هذا المقرر ليعطي صورة أوضح في احترام المعلم والآخر وترسيخ القيم التربوية والمجتمعية في سيكولوجية الاتصال، وفي المرحلة الثانوية يدرس مقرر يهتم بالسلوكيات ومخاطر السلوكيات الانحرافية، واخلاقيات التعامل مع الآخر، حيث انها مرحلة حرجة يجب تكثيف التوعية التربوية حتى تكتمل الصورة عن مفاهيم التربية ومبادئها وبالتالي نواجه مشكلات التلاميذ ومشكلات المراهقة من خلال ترسيخ التربية التي تشكل الرقيب الداخلي والمحرك الأساسي لسلوك الطلاب، بدلاً من اساليب العقاب من دون جدوى. واخيراً اجزم القول إن التربية هي الحصن المنيع للأفراد والمجتمع، وكما قال الشاعر احمد شوقي انما الامم الخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا. مع تمنياتي بالتوفيق والنجاح لأبنائنا الطلاب.
تعليقات