#جريدة_الآن صالح الشايجي: هل يستحق صدام حسين رغم أعماله الوحشية هذه الشهادات الإيجابية وذلك المدح
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي مايو 9, 2019, 11 م 650 مشاهدات 0
الأنباء
في استطلاع تلفزيوني مصور أجرته إحدى القنوات الأجنبية في مدن السلطة الفلسطينية، يسأل المذيع من يقابله ما رأيك بصدام حسين، جاءت إجابات من تم استطلاع آرائهم، بأنه أهم زعيم عربي وبطل وهو الوحيد الداعم للقضية الفلسطينية، وما إلى ذلك من آراء مادحة!
بالتأكيد لا نستطيع اعتماد هذه النتيجة وسحبها على الرأي العام الفلسطيني في مدن الضفة الغربية أو حتى خارجها، وربما حتى في هذا الاستطلاع العشوائي قد تكون هناك إجابات سلبية في صدام حسين، وتم استبعادها، وهو احتمال وارد.
واضح أن مثل هذه الآراء هي آراء عبثية غير واقعية وليست مستندة على حقائق أو وقائع إيجابية، ولكنها مجرد صدى للزعيق الإعلامي والشارعي الأهوج الذي يندفع بعاطفة كاذبة ليعاكس الحقيقة ويجري وراء سراب العاطفة الهوجاء.
وليس غريبا أن يكون هناك من ينظر لصدام حسين مثل هذه النظرة، ما دام هناك من ينظر لأسامة بن لادن أو أبو بكر البغدادي أو حسن نصر الله بحب وإعجاب يصلان حد التقديس.
هذه هي العقلية المنحرفة التي تصد صاحبها عن معرفة الحقيقة وتدفعه إلى اتباع السراب المعرفي المخادع الذي يجترح من الخيال قصصاً لا وجود لها ويرسخ مفاهيم غير موجودة.
في المقابل أتابع لقاءات مع عراقيين من ضحايا صدام حسين وممن تعرضوا للاعتقال والتعذيب والتنكيل، يشرحون حياة الرعب التي عاشوها في معتقلات صدام حسين والتي أدت بكثير من المعتقلين إلى الموت بسبب التعذيب، وعلى تهم ملفقة.
في أغلب تلك اللقاءات التي أجريت مع أولئك المعتقلين السابقين الذين كتبت لهم الحياة وخرجوا من معتقلاتهم، تخونني عواطفي فأتوقف عن المتابعة لهول ما أسمع عما تعرضوا له وعن حياتهم في المعتقل وانتظارهم اليومي لنداء المشنقة وسحبهم إلى ساحة الموت، قاطعين هذه المدة بأنواع من التعذيب والإهانات والإذلال. ومن نجا منهم ولم يتم إعدامه فهو ذو حظ عظيم، فإما أن يكون هناك من توسط له أو خرج لأسباب أخرى ولكن بأسوأ حال وبنفسية محطمة وبآدمية منقوصة.
فهل يستحق صدام حسين ورغم أعماله الوحشية تلك هذه الشهادات الإيجابية وذلك المدح.
عند أمة العرب نعم!
تعليقات