#جريدة_الآن عبدالعزيز الكندري: قوري جسر جابر والوافدون

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الكندري 1014 مشاهدات 0



تم افتتاح مشروع جسر الشيخ جابر، والذي يعتبر من المشاريع العملاقة والمدرجة على خطة التنمية، وعندما كنت أستمع لشرح خطة التنمية قبل سنوات كانوا يقولون إنه من غير المنطقي أن ينتهي جسر الشيخ جابر بصحراء، ولكن ستكون هناك مناطق يخدم عليها الجسر... انتهى الجسر ولَم نجد المناطق الموعودة، والكويت اليوم تشهد انتفاضة في بناء الجسور في مناطق الكويت كافة وهذا يحسب للحكومة. ورغم أهمية الإنجاز والمشروع، إلا أن بعض المواطنين قام برمي العلب من أعلى الجسر في البحر مع توثيق هذا الفعل، وآخر قام بعمل «قوري جاي مخدر» من على الجسر كذلك، ورابع وخامس لدرجة أنه تم تسجيل أكثر من ألف مخالفة خلال افتتاحه، بينما شاهدنا الوافد وهو يقوم بتنظيف الجسر من مخلفات بعض المواطنين، وهذا يدل على أن النظافة والأخلاق ليس لها علاقة بالجنسية، وآخر يدعو إلى أخذ رسوم على بعض الجاليات أثناء عبور الجسر، هذا نوع ومثال للنفس العنصري غير الحميد، والجاليات التي تريدون أخذ رسوم عليها هي تعمل في بيوتنا ليل نهار.
ومن يشاهد وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام أثناء افتتاح الجسر، يشاهد حجم التنمر الذي يمارس على الوافدين وهو يقوم بتصوير المقاطع أثناء تواجدهم على الجسر بطريقة سطحية سمجة وممجوجة مع تعليق عنصري بغيض، حتى أنها أصبحت شماعة لمشاكلنا. ومن نافلة القول ألا نغفل دور الوافدين ومساهمتهم في بناء الوطن وإخلاصهم في تنمية الأعمال التي توكل إليهم، خصوصاً في بداياته عندما احتاج إلى الكوادر في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والهندسية والفنية، وهم الذين سدوا هذه الفجوة الكبيرة ودربوا الشباب من أبناء الكويت ليكملوا مسيرة البناء التي أسسها الآباء والأجداد، نعم كل هذا كان مقابل أجر، ولكن قد تكون هناك أمامهم فرص أخرى. مشكلتنا الأساسية أننا عندما نتحدث عن الكثير من القضايا الكبرى، نطرحها بطريقة اللون الواحد والشكل الواحد، والتعميم أن كل الوافدين غير مرغوب فيهم، وجاؤوا ليحلوا محل المواطنين، وهذا خطأ كبير في التعاطي مع القضية. نحن دائماً لا نشخص الأمر بطريقة صحيحة، ولا نبحث عن حل حقيقي وتشخيص صحيح وواقعي للمشكلة. على سبيل المثال، الذي يتحدث عن تكويت الوظائف، هل تطرق لمشكلة تجار الإقامات الذين أخذوا كل ما يملك من هذا المسكين وتركوه في الشارع من دون حسيب أو رقيب؟ لماذا إذا كان لدى الواحد منا مشروع أو يدير شركة خاصة، يبحث عن أفضل الكفاءات ويأتي بها للعمل معه، بغض النظر عن الجنسية، وإنما يتم التركيز على الكفاءة. أما إذا كانت ليست أموالي ولا شركتي، لا أحافظ عليها ولا أجلب أفضل الطاقات التي تزيد وتنمي الأرباح، هل هذه هي الأمانة؟ ‏

تعليقات

اكتب تعليقك