آخر أخبار الحكومة
محليات وبرلمان60 وزيرا وتكتم متعمد والساعات الأربع والعشرين القادمة حاسمة
مايو 26, 2009, منتصف الليل 6166 مشاهدات 0
من المتوقع أن تتضح معالم حكومة رئيس الوزراء المكلف الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح السادسة خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة. وقد اتسمت مشاورات تشكيل الحكومة القادمة بالكتمان الشديد. بعض المراقبين فسر هذا الكتمان بأنه بسبب طبيعة رئيس الوزراء المكلف- الشيخ ناصر المحمد- الهادئة التي لا تفضي بكل ما لديها لزائريها ولمن تم الالتقاء بهم والتشاور معهم، حيث التقى الشيخ ناصر حتى الآن بعشرات الشخصيات -رجالا ونساء- من مختلف المجالات المهنية والتوجهات السياسية وكان جوهر اللقاء هو 'التشاور' مع زواره حول ما يراه مناسبا في ملامح التشكيل القادم.
ويعزو البعض السبب الآخر للتكتم الشديد المحيط بالتشكيل المرتقب أن الرئيس المكلف قد تخلص من بعض مستشاريه واستبعادهم من هذه المشاورات حيث كانوا يقومون بمهمة الاتصال بمن يرغب الرئيس بتوزيرهم في الحكومات السابقة، وتقول مصادر أن التسريبات كانت تتم من هؤلاء المستشارين الذين كانوا يريدون-عمدا- إظهار قوتهم وقربهم من الرئيس، وبالتالي تأثيرهم غير المباشر على من اتصلوا به في حال توزيره.
الوزراء الشيوخ:
ويبدو أن بعض التسريبات قد بدأت بالفعل حول توزير بعض الشيوخ، ولعل أبرز هذه التسريبات ما نشر عن توزير الشيخ ناصر صباح الأحمد ورفضه الوزارة، وقد قامت صحيفة قريبة من الشيخ ناصر صباح الأحمد صباح هذا اليوم بنفي خبر عرض التوزير عليه من أساسه.
كما تسربت أخبار عن عرض الوزارة على الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح، وهي مسألة يكتنفها غموض أكثر من ذلك الذي اكتنف توزير الشيخ ناصر صباح الأحمد، على الرغم من الشيخ أحمد التقى رئيس الوزراء ثلاث مرات على الأقل منذ يوم الاربعاء الماضي. فقد قيل أن وزارة الدولة لشئون مجلس الوزراء قد عرضت على الشيخ أحمد مع منصب نائب رئيس الوزراء، وبأنه آثر التريث ولم يرفض أو يقبل بها لتكتمل باقي التشكيلة لعدم رغبته بأن يكون 'في وجه المدفع' مدافعا عن حكومة لا يعرف باقي أعضائها.
مصير وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد أيضا غير معروف، وخصوصا بعدما تأكد اللقاء الذي جمعه وأركان وزارته أمس وحديثه معهم بكلام فسره المتابعون على أنه 'حديث مودّع'.
ويبدو أن خروج أحد الجابرين- جابر المبارك أو جابر الخالد- قد يكون من رسائل التهدئة التي تسعى لها الحكومة القادمة تجنبا للصدام المبكر مع المجلس، ولسحب البساط تحت أقدام من أطلق عليهم الإعلام المؤيد لها بنواب 'التأزيم'. فجابر المبارك هو رئيس الحكومة المكلف حين تمت اعتقالات المرشحين الذين وصلا للمجلس - ضيف الله بورميه وخالد الطاحوس، وجابر الخالد كان وزير داخليته المشرف على تنفيذ الاعتقالات الشهيرة، وقد يكون في خروج أحدهما محاولة للتهدئة في وجه المطالبة باستجوابهما المبكر.
أما الشيخ الدكتور محمد الصباح- نائب الرئيس ووزير الخارجية، فيبدو أنه باق حتما في التشكيلة القادمة، ليس بسبب التأييد الشعبي الذي يحظى، به ولا بسبب التأييد البرلماني المؤيد له، ولكن بسبب غياب خصومته السياسية مع أي من الأطراف كنتيجة لطبيعة عمله وطبيعة شخصيته.
ويسود هدوء غامض مصير وزير الإعلام ووزير النفط- الشيخ صباح الخالد وأحمد العبدالله على التوالي، فالأول قد يكون عرضة للاستجواب لسماحه لما سماه بعض النواب 'الإعلام الفساد' وعدم اتخاذ أي إجراء بشأنه، بينما قد يبقى الشيخ أحمد العبدالله في الوزارة -وربما في غير وزارة النفط.
شيوخ جدد:
وقد راجت الشائعات التي رددت أسماء دخول وزراء جدد من الأسرة الحاكمة، ومن بينهم الشيخ محمد الخالد، وثامر الجابر، وثامر العلي وآخرين. لكن أمر توزيرهم لم يثبت ولم يخرج عن نطاق الشائعات بعد.
60 وزيرا:
ما قيل ونشر عن توزير وزراء شيوخ جدد يصدق إلى كبير حول ما أشيع من توزير وزراء شعبيون جدد، وما تسرب من قول ونشر حول بعض من التقاهم رئيس الوزراء المكلف، قيل لهم جميعا 'بالحرف تقريبا'- ودون استثناء، وبالتالي فلو صدقت التكهنات والشائعات لصار عندنا ستين وزيرا على الأقل ممن التقاهم الشيخ ناصر المحمد. أي لو أننا راجعنا أسماء من نشرت أسماؤهم أو تم تداولها بالرسائل الهاتفية حتى اليوم كمرشحين للوزراة لصار عدد الوزراء أكثر من عدد نواب المجلس بكثير.
التغيير الجذري والمحدود:
اتجاهان يسودان فلسلفة التشكيلة الوزارية:
1. هل نحدث تغييرا جذريا ونغير وزراء 'جدليين' استباقا لاستجوابهم؟ أم
2. نبقي على أكثر الوزراء بمن فيهم المهددين بالاستجواب كإشارة للقوة والصرامة والاستعداد للمجابهة كملامح تريد أن تتسم بها الحكومة القادمة؟
الإجابة الأولى يفسرها مؤيدوها على أنها رسالة للمجلس والشعب مفادها: بما أنكم قد غيرتم معظم مجلس شعبكم، فها نحن 'ردينا التحية بمثلها' وغيرنا معظم وزرائنا -بمن فيهم غير المرغوب بهم شعبيا.
أما معارضو التغيير الجذري، فيرون فيه خضوعا وخنوعا مبكرا لنواب 'التأزيم' وهو الذي سيدفعهم للتمادي في 'تأزيمهم' والصدام بين السلطتين والعودة إلى ما كنا عليه.
هدوء يسبق الإعلان:
هدوء وترقب يسبق الإعلان عن تشكيل الحكومة، وهي حكومة بلا شك ستكون مفصلية وحاسمة في وضع أسس العلاقة بين السلطتين، التصريحات حتى الآن تشير إلى استعداد كافة الأطراف البرلمانية للتعاون من حيث المبدأ، ولكن...
ولكن، هذه سيحددها شكل الوزارة القادمة...
تعليقات