#جريدة_الآن صقر الغيلاني: هل يستحق البدون الجنسية الكويتية؟
زاوية الكتابكتب صقر الغيلاني إبريل 29, 2019, 11:12 م 991 مشاهدات 0
الأنباء:
لا أعتقد أن هناك قضية يجب أن تحظى بأولوية وأهمية مثل قضية البدون لما فيها من جانب إنساني يعاني منه الكثير على مر السنين في الكويت.
كبرت قضية البدون يوما بعد يوم أمام حكومات متعاقبة ولم يكن هناك حل جذري لهذه القضية بل حلول مؤقتة وعلى حسب الضغوطات السياسية واستغلال الساسة لها إلى ان كبرت وتعقدت وأصبحت تشغل الشارع الكويتي.
وعندما نسلط الضوء على دور الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية فهو يتلخص بتحديد من لديه جنسية أخرى ومن ليس لديهم جنسية، ولكشف المتلاعبين يمارس التضييق على البدون بشكل قاس لطبيعته البيروقراطية مما قد يرغم البعض على الإدلاء بمعلومات غير صحيحة فقط لتجديد البطاقة والحصول على الخدمات لأن للأسف الشر يعم والخير يخص.
هناك من يعارض تجنيس البدون بدعوى ان هناك عددا كبيرا من المزورين وسيأخذون خيرات البلد «باردة مبردة» وستتغير هويتنا الكويتية.
من حق الكويتي أن يشعر بالاعتزاز لثقافته ولكن ليس على حساب معاناة البشر، كما انه كيف ستتغير الهوية الكويتية؟ غالبية البدون ولدوا في الكويت وثقافتهم كويتية حالهم حالنا.
أنا لا أعتقد أن هناك خوفا على الهوية الكويتية أكثر مما هو خوف من تقاسم الثروة النفطية لأننا بكل بساطة نعتمد على النفط بالدرجة الأولى، الأمر الذي جعل البعض يضع الهوية الكويتية عائقا لتجنيس البدون.
ولدي تساؤلات لمعارضي تجنيس البدون، ما شعورك وانت ترى طفلا يبيع «الرقي» في عز الحر بدلا من أن يلعب ويستمتع مثل باقي الأطفال؟ لماذا يضحي البدون بنفسه أثناء الغزو دفاعا عن بلد لا يحمل جنسيته؟ لماذا يعمل العديد من البدون في الجيش وهو خط الدفاع الأول للدولة رغم مخاوف البعض منهم بأنهم خطر على الدولة؟ لماذا يساهم مثقفون من البدون في رفع الشأن الثقافي لدولة لا تريد الاعتراف بهم؟
قد تكون القضية معقدة حيث لا يمكن الموازنة بين الإنسانية ومصلحة الدولة ولكن على الحكومة الإسراع في حل قضية البدون الذي سيغلق بابا عانى منه الكثير.
كما لا اعتقد أن هناك إنسانا يحب أن يرى إنسانا آخر يتألم يوما بعد يوم ويصارع الحياة من اجل لقمة عيشه في بلد خيرها يصل إلى آخر بقاع العالم.
تعليقات