#جريدة_الآن محمد الرويحل: لا تسيّسوا المواطنة وتعبثوا بالوحدة الوطنية وتستغلوا السذج والمرتزقة لتمزيقها
زاوية الكتابمحمد الرويحل إبريل 25, 2019, 11:18 م 648 مشاهدات 0
الجريدة
منذ سقوط حكومة ومجلس ٢٠٠٩ خرجت علينا أصوات عنصرية لضرب النسيج الاجتماعي ومكوناته، فبدأت بالطراثيث ثم اللفو والمزدوجين إلى أن وصلت إلى المزورين، والغريب أن تلك الأصوات تحظى برعاية خاصة، حتى أن القوانين التي تعاقب كل من يمس الوحدة الوطنية لا تنالهم، بل الأغرب أن مطلقي تلك الأوصاف يلتقون بعلية القوم من ساسة ومتنفذين ممن يبدو أنهم معجبون بهذا الطرح المدمر، والمصيبة أن بعض الساسة يتبنون تلك الأفكار البغيضة ليتكسّبوا من خلالها رغم علمهم بخطورتها على الوطن.
العبث بقضية المواطنة ليس كما يعتقد البعض أنه مجرد حسبة انتخابية أو تصفيات سياسية أو خصومة لا تتجاوز المتخاصمين، فالعبث بالمواطنة هو عبث بالوطن وتركيبته الاجتماعية وقتل روح الولاء والانتماء له، وضرب خطير للوحدة الوطنية وتماسكها، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون ذلك العبث وسيلة لتحقيق هدف نبيل أو حتى مصلحة، لأن استمراره بهذه الصورة سينعكس على الجميع، ويدمرهم دون استثناء، ولنا في العراق ولبنان وغيرهما خير مثال وعظة.
لا أحد يعترض على قضية التزوير ومحاسبة المزور ومن سهل له ذلك، فهذا الأمر ليس بجديد، وله قنواته دون أن يُضخم ويُستغل من فئة تتكسب من خلاله وتوجه أحقادها ومرضها بطريقة أو بأخرى إلى فئة من فئات المجتمع لتمزيق الوحدة الوطنية، وضرب مكوناته لمصلحة شخصية، ولكن اعتراضنا على استغلال هذه القضية سياسياً لتشتيت المجتمع، وزرع الفتنة بين أبنائه واستغلال من في نفسه مرض للترويج لها بصورة بغيضة وممزقة للوحدة الوطنية دون إدراك خطورتها على الوطن والولاء له.
يعني بالعربي المشرمح:
لا تسيّسوا المواطنة وتعبثوا بالوحدة الوطنية وتستغلوا السذج والمرتزقة لتمزيقها، وعليكم أن تتعظوا من الدول التي دمرتها سياسة التفرقة وإضعاف الولاء لتحقيق أجندات خاصة من شأنها أن تدمر الجميع، فلا لجان ولا إعلام ولا مجاميع ترتزق في قضية المواطنة، والتزوير مكانه القضاء الملاذ الوحيد الذي يحسم هذه القضية الحساسة، فلا تعبثوا بوحدتنا.
تعليقات