#جريدة_الآن بندر المعطش: فجار الخصومة يزدادون قبحا كلما ازدادوا عمرا

زاوية الكتاب

كتب بندر المعطش 790 مشاهدات 1


الأنباء

الفجور اصطلاحا هو أن يباشر الإنسان أمورا على خلاف الشرع والمروءة، وأحد تعاريف الخصومة هو ادعاء طرف حقا وإنكار الطرف الآخر عليه هذا الحق، فإن جمعنا الكلمتين حصلنا على الفجور بالخصومة وهي ان تدّعي حقا وتباشر الحصول عليه بأي طريقة وان خالفت الشرع والمروءة وعكسها شرف الخصومة.

ولعل شرف الخصومة في زماني هذا عملة نادرة جدا تكاد تختفي، وهي التي كانت من ثوابت القيم العربية حتى قبل الإسلام ولكنها تغيب او شبه غابت عن مشهدنا اليومي وبالأخص عن مشهدنا السياسي حيث زادت جرعات الخصومة وتعدتها إلى الفجور بها.

لقد بات أمرا طبيعيا أن تختلق الاتهامات وترمى جزافا وتطلق الشائعات والتنابز بالألقاب ونهش الأعراض وهتك الستر، بل يتفاخر الفاجر في خصومته بقدرته الغوص في كل معجم بأقبح المفردات التي تحط من الكرامة وتثير السخرية على الطرف الآخر، وهنا يبدأ السباق المحموم على استخدام «بازار الهوام» وهو تعريفي لوسائل التواصل الاجتماعي والذي يعجّ بمن هم على شاكلتهم بل أدهي وأمرّ لنشر الإفك حتى بات أمر المصالحة وتقريب وجهات النظر ومحاولة إصلاح الأمور أمرا مستحيلا.

الغريب بالأمر أن فجار الخصومة يزدادون قبحا كلما ازدادوا عمرا ومركزا وثروة وكأن الأمر اصبح وسما ثابتا في جيناتهم لا ينمحي ولا يتغير وأخشى أن يتم توارثه بين أجيالهم ولم لا؟ وكل زرع شابه زرعه فمن زرع الفجور لا يحصد أخلاق الفرسان.

في المجالس والدواوين وفي الشركات وأعمال التجارة والدوائر الحكومية ومجلس الأمة نصادف الفاجر بخصومته يصول ويجول يبرر اشنع أفعاله بأن الصراخ على قدر الألم وأن الغاية تبرر الوسيلة والكثير من العبارات المنمقة التي يمتطيها لتبرير سوء أفعاله ونسى أو جهل قول المولى عز وجل (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع حين قال «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت».

نعم يا رسول الله، والذي نفسي بيده لقد بلغت، ولكن يا رسول الله لا حياة لمن تنادي.

أدام الله من التزم بأخلاق الفرسان ان خاصم ولا أدام مهزوز الثقة الفاجر في خصومته.

تعليقات

  1. يا كثرهم يالمعطش هذا الواقع الى نعيشه مع كل اسف عسي الله يهديهم .

اكتب تعليقك