#جريدة_الآن محمد القزويني مخاطبا وزارتي الأوقاف والإعلام: لماذا لا تحتفلون؟!
زاوية الكتابكتب د. محمد القزويني إبريل 21, 2019, 11:08 م 818 مشاهدات 0
الأنباء
تقيم الأمم مناسباتها وتحيي ذكرياتها وتعتبرها فرصا ثمنية لتثبيت الولاء وتثبيت القيم وغرس المبادئ الخاصة بها، وبهذه الطريقة تعمل المجتمعات على اختلاف مشاربها وتوجهاتها على تنشئة أبنائها وتوجيه شبابها بشكل خاص. وهذا أسلوب بالغ الأثر حميد النتاج لا ضير منه مطلقا، فلذا تجد الاحتفالات والمهرجانات تقام هنا وهناك في جميع المجتمعات والدول تلقى فيها الخطب الرنانة والقصائد المعبرة والكلمات الشارحة من أجل تحقيق تلك الأهداف. وحتى في دولنا العربية تقوم الحكومات بإحياء مناسباتها الوطنية وتدعو المتحدثين والخطباء للكلام عن تلك المناسبات وأهميتها وما تعنيه للمجتمع فتغدوا تلك الاحتفالات دروسا تربوية وثقافية وجزءا من عملية التنمية والتنشئة.
لكن بعض الجماعات الإسلامية لا تنظر هذه النظرة لإحياء المناسبات الدينية فتؤطر ذلك بإطار «البدعة» و«الحرام» ولا أعرف كيف يكون اجتماعا عقد بمناسبة دينية للحديث عن تلك المناسبة وتوجيه الناس لفهم أحداثها وحثهم على الاعتزاز بها بدعة وحراما. الدين الإسلامي لم يحدد طريقة معينة لتثبيت الدين في نفوس المسلمين فكل طريق يساعد في فهم الدين مباح ما دام لا يخرج عن حدود الشريعة، وإلا فالحديث في التلفزيون وإقامة المدارس الحديثة واستغلال المسرح والصحافة تصبح كلها حراما، وأكثر من ذلك فنفس تلك الجماعات تستخدم تلك الوسائل والأساليب في نشر توجهاتها وأفكارها وتفسيراتها ولم تتهم أنفسها بالحرام والبدعة، فلماذا حين يصل الأمر إلى عامة الناس تتعالى أصوات تلك الجماعات بالبدعة والحرمة!! إنها ازدواجية لا مثيل لها. لا ضير مطلقا من إقامة الاحتفالات الدينية في المناسبات الإسلامية إحياء لها وتثبيتا لها في نفوس المسلمين ولتكون منابر عامرة بالحديث عن كثير من مبادئ الإسلام وأخلاقه.
ختاما أتمنى من وزارتي الأوقاف والإعلام إقامة مجالس قراءة القرآن الرمضانية كما كان الوضع في السابق ودعوة القراء الذين لا يقرأون القرآن بطريقة أهل المقابر، فلطريقة تلاوة القرآن أثر عظيم في تحبيب الناس في قراءته والاستماع إليه. وفقكم الله لصيام شهر الله العظيم وقيامه.
تعليقات