#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب : خلوة مع النفس!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن إبريل 20, 2019, 10:10 م 717 مشاهدات 0
الأنباء
في هذا العصر الذي يكثر فيه التوتر والقلق والكذب والتزييف يتوق الإنسان لخلوة مع النفس لعله يسترد أنفاسه للمضي في الحياة!
أنا أراها (طوق نجاة وقارب إنقاذ) من متاهات هذا العصر الذي كثر فيه الإلحاد والنفاق! وأيضا الالتزامات الوظيفية والعائلية! ذهبت الى مملكة البحرين 3 أيام للمشاركة في عمل خيري والتقيت مجموعة طيبة من أهل الخير الكرام في البحرين وزرت العم خليفة أحمد الظهراني رئيس البرلمان البحريني السابق (وسأكتب عن هذه الزيارة)، وكانت لي بضعة أيام بعد أن أنتهي من جدولي اليومي ألوذ بالصمت في أروقة فندق منتجع روتانا أمواج!.. ليل وماء وسماء.. وربما شياطين لا نراهم!
هذا العصر (منهك) للإنسان الجاد العامل الذي يحتاج حتما الى زفرة هواء جديدة وبنزين ووقود جديد يعطيه الاستمرارية وليجدد نشاطه وليكون نفسه ولا أحد غيره!.. كلنا نلهث في هذه الحياة الصاخبة!
لا يمنع أن تكون في (عمل) وإذا توافر لك الوقت أن تمارس (الخلوة مع النفس)! تجاهل كل محيطك فليس والله هناك شيء يستحق الانتباه من الحياة المادية! فقط اخل بنفسك ساعة زمن!
هناك فئة تقوم بممارسة (اليوغا) لكنني أنا شخصيا أرى التأمل الإيماني اليقيني أعمق وأشمل وفيه (روحانية) عجيبة!
أنا أدعو قارئي الى الخلوة وليس الى العزلة وهناك فارق كبير بين الاثنتين، فالخلوة مطلوبة للنفس اللوامة، أما العزلة فهي من الوسوسة! مع أن اعتزال الناس صار مطلبا لأنه يمنع عنك مشاكلهم! وأذاهم!
إذن الخلوة كالاعتكاف في المساجد هي لحظات ثمينة يمارسها الإنسان جالسا مع نفسه وإذا اختليت حاول أن توقف الزمن من حولك، أغلق النقال واسبح في ملكوت الله واصعد الى السحاب وتأمل وناقش وافعل ما شئت مع نفسك التواقة للخلوة!
ومضة: الله، جرب عزيزي القارئ (الخلوة مع النفس)!
إنها هالة من التوهج والمراجعة لكثير من حساباتك خاصة أن شهر رمضان على الأبواب!
حدث روحك بكل ما يجول في خاطرك وناظر ماضيك وحاضرك واستشرف مستقبلك!
إنها والله (حالة خصوصية عجيبة)، استعرض محطات عمرك أين أنجزت وأين أخفقت؟
جرب لا تخف والله ان الخلوة مع النفس متعة لا تعادلها متعة!
آخر الكلام: قرأت كثيرا بحوثا وكتبا لعلماء النفس وغيرهم من المفكرين بأن من فوائد (الخلوة مع النفس) الشعور بالراحة والرضا وشحن الطاقة مجددا بالإيجابية والابتعاد عن المشكلات في حياتك والمنغصات واستعادة تركيزك بممارسة التأمل والاستمتاع الجميل مع نفسك والانفراد بها لاستثارة طاقتك الإبداعية لمواصلة الحياة.
زبدة الحچي: أنا خضت في مملكة البحرين هذه التجربة وخلوت بالنفس وشعرت وقتها بحريتي من أي قيود وهذا ما لاحظته بعد الخلوة وهو الشعور بالسيطرة على النفس في خلوة مع الله، والناس من حولك إما في عمل أو يغطون في النوم!
النصيحة لمن يعانون داخل نفوسهم بفقد عزيز أن يكونوا على يقين بأن بإمكانهم مواصلة الحياة بكل دقائقها وتفصيلاتها لأن سنة الكون والحياة هذه الدورة بين الحياة والموت!
إلى كل قرائي في داخل الكويت وخارجها، شهر شعبان من الأشهر الخفية حيث يأتي ويذهب سريعا لأنه بين رجب ورمضان! استغلوا الفرصة واخلوا بأنفسكم وخوضوا تجربة الخلو بالنفس.. جربوا وتأملوا واتعظوا.. في أمان الله.
تعليقات