#جريدة_الآن حسين الراوي عن تجميد الحسابات المصرفية للبدون : سياسة تجويع

زاوية الكتاب

كتب حسين الراوي 1033 مشاهدات 0


الراي

بعد أن مورس ضد الاخوة البدون شتى أنواع السياسات، كأوراق ضغط عليهم بدأ التعامل معهم الآن على مستوى آخر، فها هم اليوم يواجهون سياسة تمس مأكلهم ومشربهم وصحتهم وكل كبيرة وصغيرة تخصهم! 

فلقد قامت - للأسف الشديد - كل البنوك الكويتية بوقف التعامل معهم وتجميد حساباتهم، بحيث لا يستطيع أي أحد منهم أن يسحب من رصيده أي فلس، بناءً على قرار وتوصية من قِبل الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصفة غير قانونية، وهذا الجهاز بالمناسبة، لم يعالج ولم يحل مشاكل البدون بل زادها تعقيداً! 

فمن غير أي سابق إنذار وبشكل مفاجئ، تلقى الاخوة البدون ممن لديهم حسابات بنكية هذه الرسالة: «عملينا العزيز نظراً لعدم تحديث بياناتك لدينا، يرجى الإحاطة بأنه قد تم إيقاف حسابك موقتاً. يرجى زيارة أقرب فرع لتفعيل خدماتنا المصرفية». 

وهذا من أجل أن بطاقات البدون الصادرة من الجهاز المركزي مدتها أقل من 3 أشهر وأقصاها سنة، ولا يمكن للبدون تسلمها، إلا بعد التوقيع على ورقة بأنهم يقرون بصحة البيانات، التي وضعها الجهاز المركزي عنهم رغم أنها بيانات غير صحيحة! ومن تلك البيانات أن جنسية فلان الفلاني من البدون من الدولة الفلانية، وبعد أن يقوم البدون بالتوقيع عليها مجبرين يطالبهم الجهاز المركزي باستخراج الجنسية المزورة! 

عن عبد الله بن جعفر قال: «أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم... فدخل حائطاً - أي بستان - لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت، فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه»، أي تعمل عليه عملاً متواصلاً، رواه أحمد وأبو داود. وروي عن أبي الدرداء أنه قال لبعير له عند الموت:«يا أيها البعير لا تخاصمني عند ربك، فإني لم أكن أحملك فوق طاقتك». 

هذا الظلم والإجحاف إن كان في حق البهائم، فما بالكم إن كان في حق الإنسان الذي كرمه الله وأعز شأنه وكلفه بعبادته ومنحه حقوقا وواجبات. 

أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ

وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ

إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي

وعند الله تجتمعُ الخصومُ

في نهاية المقال أتمنى من سمو الشيخ جابر المبارك رئيس الحكومة، التدخل السريع في وقف هذا الظلم الذي يمارس على البدون، وأن يسجل معهم موقفاً نبيلاً مشرفاً كبقية وقفاته الجميلة التي لا تُنسى.


تعليقات

اكتب تعليقك