#جريدة_الآن حسن العيسى عن قضية البدون: لا مبالاة!
زاوية الكتابكتب حسن العيسى إبريل 15, 2019, 11:16 م 1195 مشاهدات 0
الجريدة
ماذا لو ظل البدون "بدون"؟ ماذا سيحدث لو بقيت أوضاعهم على حالها؛ "ماكلين، شاربين، مو ناقصهم شي"، حسب أبجديات التعيير العنصري لحزب "الكويت لنا وحدنا"؟! الجواب عند طلاب حزب "كو كلوكس كلان" الكويتي، أن الأمور لن تتغير في شيء، فهؤلاء "البدون" سيبقون على أوضاعهم "المريحة" هنا، بالنسبة إلى الدول التي قدموا منها، سواء كانوا هم أنفسهم أو أجدادهم وأجداد أجدادهم، فهم سيظلون الوعاء الذي يمكن أن تغرف منه وزارة الدفاع أو الداخلية بشراً، في حالة نقص الأفراد الكويتيين العسكريين عند أي من الوزارتين، فهم "سبير" احتياط، وغير هذا هم لا شيء، فليبق وضعهم دون هوية، دون أي إثبات لهم كشخصيات كاملة الهوية القانونية، تستحق إثبات وجودها في أي معاملة مدنية، ما لم يبارك لهم الجهاز المركزي "لإثبات الوجود" ببطاقة ما.
لماذا يكترث أهل الكويت من عيال السور بهؤلاء "البدون"؟ فـ "كلوكس كلان" مقتنعون تماماً، كما تقول ابتهال الخطيب، بأنه لا يوجد أحد "فقع"، أي نبت بمحض صدفة الأمطار، وهي أمطار قانون الجنسية لعام 59، الذي أخرج "الحالة القانونية" المميزة للكويتيين. هؤلاء البدون في ثقافة حزب "كلوكس" طراثيث مُرة نبتت في الأرض دون علم أحد تقريباً، عدا أهل الحكم الذين يشرعون وينفذون ويحددون من هم أبناء الدولة ومن هم غيرهم من الدخلاء.
مخطئ من يتصور أن الآريين الكويتيين ينظرون للبدون وحدهم بهذا المنظار، فهم تقريباً يشخصون كل "آخر"، الذي ليس منهم، على أن وجوده الحالي زائد عن الحاجة، وأنه جاء هنا "ليرتزق" من خير الديرة، والمفروض أن تكون لهم وحدهم صفة السيادة والاختصاص بميزاتها الريعية، أما البقية من "العبيد" فمهمتهم خدمة الأسياد عيال الديرة، سواء كان هذا الآخر وافداً أو من البدون.
هذا ما يمليه منطق القومية الكويتية أو القبلية أو العنصرية، لكن بالنسبة إلى وضع البدون المر فيختلف قليلاً، فهم عند رفاق هذا الحزب يشكلون خطراً أكبر من الوافد، إذ يريدون أن يشاركوا الحزب الكويتي ميزاته وحقوقه كلها بصفة دائمة، وليس مثل الوافد الذي لو ظل دهراً يحترق في الكويت فسيظل وافداً لا تستوعبه قوانين الجنسية، ويبقى خارج المجتمع الكويتي، الذي بدوره يخضع لتقسيمات ثانوية ليس هذا مكان عرضها.
حالة اللامبالاة إزاء البدون أولاً، والوافدين العاملين ثانياً، عند أهل الجنسية، تنقلب إلى "مبالاة" ملتهبة إذا قدم أي تصور أو مشروع لحل واقع البدون، فحالة اللامبالاة تنقلب سريعاً لحالة "قرف" من كل هؤلاء الذين يهددون الهوية الوطنية، بالنسبة إلى البدون، أو عند الوافدين الذين يرتزقون من عملهم كعمال أو خدم منازل أو أصحاب حرف أو مهن لا يعمل بها أكثرية أهل الكويت، لأن الريع النفطي قد كفاهم شر معاناة العمل.
حالة اللامبالاة نحو معاناة الآخر "غير الحامل للجنسية" ليس لها حل الآن؛ إذا ظلت عقلية هذه السلطة على ذاتها، وظلت بئر النفط تضخ مالاً سهلاً.
تعليقات