#جريدة_الآن تسارع الضغوط على المجلس العسكري بالسودان لحمله على تشكيل حكومة مدنية
عربي و دوليإبريل 15, 2019, 6:36 م 615 مشاهدات 0
تسارعت الضغوط الداخلية والخارجية على المجلس العسكري الانتقالي في السودان لحمله على تشكيل حكومة مدنية تتولى ادارة البلاد وسط دعوات في الشارع السوداني لمواصلة الاعتصامات والاحتجاجات.
وعلى الرغم من ان المجلس اجرى اول مشاورات مع القوى السياسية لتحديد معايير اختيار رئيس الحكومة المدنية في خطوة قد تطول او تقصر زمنيا فانه ترك الباب مفتوحا دون تحديد مدة زمنية لتشكيل مثل هذه الحكومة.
فقد لوح مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي باتخاذ اجراءات ضد السودان اذا لم يقدم المجلس العسكري الانتقالي على تسليم السلطة لهيئة مدنية في غضون 15 يوما.
ودعا المجلس في بيان بعد اجتماع في (أديس أبابا) إلى فتح الأجواء السياسية معربا عن قلقه العميق لسيطرة الجيش على السلطة وتأثير ذلك على الوضع الإقليمي والقاري وهو موقف سبق ان عبر عنه المجلس في انقلابات حدثت في دول افريقية عدة.
وندد بتعطيل الدستور وحل البرلمان وتأسيس سلطة الجيش التي وصفها بغير الشرعية رافضا قرار الجيش لقيادة المرحلة الانتقالية كما دعا إلى تسليم السلطة لقيادة مدنية ليس لها علاقة بالجيش.
ولايستبعد ان يقوم الاتحاد الافريقي بتجميد عضوية السودان لارغام العسكر على الخروج من السلطة وتسلميها لحكومة مدنية انتقالية.
وقال الاتحاد الافريقي ان الانقلاب العسكري الاطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير ليس هما الرد المناسب للتحديات التي تواجه السودان.
من جانبه دافع عضو المجلس العسكري الانتقالي جلال الدين الشيخ الطيب عن الخطوات التي اتخذها المجلس بالسودان ورفض تسميتها ب"الانقلاب".
وقال الطيب في تصريحات صحفية اليوم في (أديس أبابا) بعد لقائه وزيرة الدولة بالخارجية الإثيوبية هيروت زمني ان "انحياز القوات المسلحة للشعب لا يعد انقلابا عسكريا أو طمعا في سلطة مؤكدا التزام المجلس بوعده نحو الشعب بتسليم السلطة للمدنيين".
واعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح برهان فور تسلمه السلطة ان المجلس العسكري سيلتزم بفترة انتقالية مدتها عامان كحد اقصى تفضي لحكم مدني غير ان قوى الحرية والتغيير التي قادت التظاهرات اعلنت انها ستواصل الاعتصام حتى تحقيق مطالب الثورة بنقل السلطة لحكومة مدنية انتقالية.
بدوره طالب تجمع المهنيين السودانيين بالتوجه إلى ساحات الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وقال التجمع في بيان مقتضب إن ثمة محاولات تجري الآن لفض الاعتصام من أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وإزالة جميع المتاريس في اشارة الى قيام قوات عسكرية بحملة تنظيف للشوارع المحيطة بساحة الاعتصام.
ودعا "الجميع الى التوجه فورا إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم" في وقت يواصل فيه آلاف السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم للمطالبة بالحفاظ على "مكتسبات الثورة".
جاءت هذه التطورات بعدما اعلن المجلس العسكري الانتقالي اعادة تشكيل رئاسة الأركان المشتركة للجيش لملء الفراغات التي حدثت في القيادات العسكرية اثر التغييرات التي اطاحت براس الدولة ووزير دفاعه ومدير المخابرات.
وقال المجلس في بيان انه تم تعيين الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب رئيسا للأركان وتعيين الفريق أول ركن محمد عثمان نائبا لرئيس الأركان المشتركة.
واضاف البيان ان الجيش السوداني نظم حملة نظافة قرب ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم عقب ساعات من دعوة قوى سودانية المحتجين للتوافد والانضمام للاعتصام الذي يتعرض لمحاولات فضه.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان "في إطار تكامل الأدوار بين المجتمع وقواتكم المختلفة تقوم قوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى بحملة نظافة للشوارع أمام القيادة العامة ونعلمكم أن مهمة قواتكم الحفاظ على سلامتكم وقد شهدت هذه المنطقة في الأيام الماضية اشتباكات لربما خلفت وراءها أجساما غريبة يصعب على المدنيين التعامل معها".
من جانب آخر طالب السفير البريطاني في السودان عرفان صديق بعدم فض الاعتصام بالقوة وتشكيل سريع لحكومة انتقالية من خلال عملية شفافة وذات مصداقية بجانب الإصلاح الفوري لجهاز الأمن والإفراج عن جميع المعتقلين والغاء البيروقراطية في تقديم المساعدات الإنسانية.
واضاف صديق في تغريدة على موقع تويتر بعد لقائه مع نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان ان لقاءه لم يأت لمنح الشرعية أو التأييد بل للتأكيد على الخطوات التي تريد المملكة المتحدة أن يتخذها المجلس لتحسين الوضع في السودان.
وكان تجمع المهنيين الذي يقود الاحتجاجات في السودان قد أعلن في وقت سابق أن ثمة محاولات لفض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم.
ووفقا لتجمع المهنيين السودانيين فقد بدأت قوة عسكرية من الجيش السوداني مكونة من حوالي 20 سيارة عسكرية ومدرعة في إزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون بشارع الجامعة لحمايتهم من أي هجوم في مقر اعتصام وزارة الدفاع في الخرطوم.
ويواصل آلاف السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم للمطالبة بالحفاظ على مكتسبات الثورة بعد أن أعلنت قيادة الجيش في ال11 من ابريل عزل واعتقال الرئيس عمر البشير اثر تصاعد الاحتجاجات التي اندلعت في ال19 من ديسمبر.
تعليقات