#جريدة_الآن حسن العيسى يكتب: كي لا تحاسبنا أجيالنا
زاوية الكتابكتب حسن العيسى إبريل 10, 2019, 11:20 م 688 مشاهدات 0
الجريدة
مطلوب عرض ونقد مشروع الجزر وطريق الحرير، ومطلوب إعلامياً عرض الآراء التي تؤيد أو تعارض المشروع، مع إظهار سند كل فريق المعارض أو المؤيد له، القضية في النهاية هي مستقبل الدولة، وخيارها الذي ربما يكون الوحيد لتنويع مصادر الدخل، إذا آمنا بهذا المبدأ كأمر يمكن تحقيقه وليس خيالاً ووهماً مع هذه الإدارة السياسية التي مازالت تراوح مكانها، تقدم قدماً وتتراجع عشر أقدام، وترفع شعار "الهون أبرك ما يكون".
لكن عرض الحقيقة، ونقد وتقييم مشروع الحرير والجزر، وحتى خطة الكويت 2035 الاقتصادية مسألة، و"التصيد" وضرب من تكفل بالمشروع وتصفية حسابات وثارات سياسية تضج بالفساد معه مسألة أخرى. المقصود هو الشيخ ناصر الصباح تحديداً، فقد أصبحنا نشاهد يومياً حملات إعلامية تكاد تكون منظمة ومضحكة في الوقت ذاته، حين تمارس تلك الجماعات الإعلامية الوعظ الأخلاقي، مثيرة قضايا سخيفة عبر وسائل إعلام معروفة، ونكاد نقول لها: "شوف من يتكلم"، وليست هذه القضية الآن كما ذكرنا، لكن المحزن أن يصبح المشروع وسيلة للانتقاص الشخصي من الشيخ ناصر، ليس لأن المشروع يحمل "ربما" أخطاء أو نقصاً في بعض بنوده، بل لأن الشيخ ناصر تحرك لنفض قضايا فساد كبيرة رافقتها شبهات استغلال سلطة لرؤوس عالية تتصور أنها فوق المحاسبة وفوق القانون، بحكم ممارسة تاريخية اعتادت عليها هذه السلطة.
الكويت اليوم على مفترق الطريق، فأسعار النفط لم تعد كما كانت وتتهاوى، وغول الفساد السياسي والإداري يلتهم معظم إدارات ومؤسسات الدولة، وهناك دعوات عنصرية متعالية متعصبة ومتشنجة، تتنامى ليست ضد الوافدين فقط وإنما ضد أهل الكويت أنفسهم، وتريد تحميل شرائح عريضة من المجتمع وزر كل الشرور والفساد الذي تعانيه الدولة، والكويت تعاني، ومنذ زمن بعيد، مزايدات جماعات شديدة المحافظة، تتماهى مع الدين، وتنفخ على نار التشدد والانغلاق الاجتماعي والاقتصادي بالتبعية، لتغلق كل نوافذ الانفتاح على الدنيا، والكويت تعاني اليوم جماعات انتهازية أخذت تحمل بكل رياء لواء الشرع، بعد أن وضعت على رؤوسها عمامة الورع والتقوى، وكأن الناس لا تدري عنها ولا تعرف مراميها.
ليس المطلوب غير "قلة" تؤمن بالإصلاح، وتفكر جدياً في مستقبل الدولة، وليس نهب ما تبقى من مقدراتها، بالتواطؤ مع رموز سياسية كبيرة، قلة تقول الحق ولو على نفسها مهما كانت الظروف، "فالشق عود" في الثوب الكويتي، وستحاسبنا الأجيال على اللامبالاة والصمت على ما يحدث اليوم.
تعليقات