#جريدة_الآن عادل نايف المزعل يكتب: فشلتونا.. ما هذا الاختراع العجيب؟
زاوية الكتابكتب عادل المزعل إبريل 10, 2019, 11:10 م 705 مشاهدات 0
الأنباء
أصبحنا أضحوكة للعالم، عندما أعلنت مديرة إدارة الطاقة والترشيد في وزارة الكهرباء والماء ورئيسة حملة الترشيد حول استبدال هوز الماء بالسطل في سقي الحدائق وغسل السيارات وكذلك الغسيل داخل البيت، والعجب العجاب ان موضوع السطل كان بتوجيه من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية ضمن جهوده لتغيير بعض سلوكيات الناس الخاطئة، وهذا الموضوع آثار ردود فعل لا تعد ولا تحصى، وهذا الموضوع كان من ضمن مقترح من ورشة عمل قام بتنظيمها المجلس الأعلى للتخطيط وهذا المقترح العجيب قد تركه الناس منذ اكثر من 40 عاما.
هل هذا الذي قدرتم عليه؟ ما هذا الاختراع العجيب؟ والله عيب وفشلتونا بين الناس ومن المفترض أن نقول إن قيمة الماء لا يعرفها إلا من يحتاجه، ولعظمة الماء جعله الله آية من آياته فيحيي به الأرض بعد موتها، ولا غنى للإنسان أو أي كائن حي من نبات وحيوان وطير عن الماء، وان كانت الحروب الآن تنشب للسيطرة على منابع النفط والثروة والمواقع الاستراتيجية فإن الحروب القادمة ستنشب والعياذ بالله لأجل مصادر المياه، ونتذكر قول الرئيس الراحل أنور السادات انه على استعداد أن يحارب إلى آخر جندي مصري وفي آخر الدنيا اذا تعرض النيل للخطر، فإذا كان استهلاكنا من الماء قد بلغ هذا الحد الخطير واصبح استهلاك الفرد لدينا أعلى استهلاك في العالم
فلابد من وقفة متأنية بسبل ترشيد الاستهلاك الكويتي من الماء، ومن لم يملك الماء لا يملك القرار، وليس أمامنا إلا أمران: الأول محاربة مظاهر الإسراف في الماء وتغريم كل مسرف يسرف بالماء بأن يدفع المال ونواحي التبذير كثيرة، فالمساجد والحدائق لا رقيب ولا حسيب على استهلاكها للماء ومحطات غسيل السيارات وصنابير المياه المعطلة التي تهدر الماء ليل نهار وبرادات السبيل المنتشرة في الكويت ولابد من حملة إعلامية وفي المساجد ومحاضرات للطلبة في المدارس والتلفاز والصحف لترشيد استهلاكنا من المياه وتوعية الناس بتكلفة المياه التي تتحملها الدولة والخطر الذي بات يهددنا فمن لا تردعه حملات التوعية ربما تعيده إلى صوابه فاتورة استهلاكه من المياه، فهؤلاء الذين تعودوا ان يعيشوا على الإسراف فلا نيل ولانهر لدينا ولا بحيرات إنما هو ماء يأتي بعد رحلة مضنية ومتعبة من التبخير والتقطير لا أن توزع علينا السطل ونرد الى السبعينات من هذا القرن ولا يجعلنا الناس أضحوكة على هذا الاقتراح.
قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم «لا تسرفوا بالماء، فقال أحد الصحابة: أو في الماء إسراف يا رسول الله؟ قال: بلى حتى وان كنتم على نهر» فالإسلام والمسلمون علموا قيمة الماء وحرصوا عليه وذادوا عنه بكل ما يملكون لأننا ابناء بيئة صحراوية الماء فيها يعني الكثير بالنسبة لنا، اللهم ادم علينا نعمك الكثيرة ولا تحرمنا منها يا أرحم الراحمين اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه، اللهم آمين.
تعليقات