#جريدة_الآن غازي العتيبي يكتب: إن كبر ابنك خاويه
زاوية الكتابد. غازي العتيبي إبريل 9, 2019, 11:06 م 675 مشاهدات 0
الأنباء
في أحد الأيام خرجت لتناول القهوة مع صديق، وبعد السلام والكلام، قال لي: أنا بحاجة لاستشارة منك، تفضل واستطرد حديثه قائلا: ابني لا يسمع الكلمة، عنيد حين نبهته من أصدقاء السوء الذي رافقهم، الآن في سنته الأخيرة في الإعدادية قال بعصبية: هذول ربعي قلت بحزم: مابي أشوفك معاهم مرة ثانية، وخاصمته لعدة أيام ولم أكلمه، فوجدت أنه لم يأبه لكلامي ولم يحترم كلمتي له ولازال يماشيهم.
وأنا لا أريد أن اتخذ أي تصرف لكي لا أجعله ضعيف الشخصية أو يشعر بأنني أتدخل في خياراته.
فقلت: مهما فعل لا تقطع الحوار وتطيل فترة الزعل فذلك يزيد الطين بلة، لأنه سيشعر بعدم الأمان ولكي يوقفه يتمرد أكثر ويصبح لهم ميالا.
هذه سن حرجة للغاية، أي سلوك من الممكن أن يؤثر عليه بطريقة عكسية، أعطه المسؤولية، أخبره عن سلبيات هذه الصداقات بعد عدة أعوام على تقدم الإنسان واترك له الخيار، وصدقني بينه وبين حاله مع الوقت سيجد فيهم ما لا يرضاه ويجعله ينسحب منهم.
فالمراهق يحب ان يشعر انه هو من يتخذ القرار وإلا ظل طول عمره يتأثر بالسلبيات ليشعر بكينونة الذات. فالانحراف سببه الشعور بعدم التعبير عن النفس، لذلك أسهل طريق هو ان يتجه الفرد لممارسة سلوكيات تضره أولا قبل الغير لكنها بداخله تشعره بأنه حقق شيئا.
لذلك لابد من الانتباه لطريقة تعاملنا مع أبنائنا، فالحزم لابد أن يكون بمقدار وجعله هو من يتخذ القرار، ماذا يريد ان يكون عليه، ليتحمل مسؤولية ذاته ويدرك الصواب والخطأ لأنه يريد وليس لأنك نبهته أو منعته فصواب بعد خطأ عين ترى وفهم ينضج.
مسك العصا من المنتصف يجعلنا ندرك الأسلوب الصحيح وصداقتك تصنع حوارا مثمرا وتعاملا بناء يجعلك يوم بعد يوم تدرك أن ما غرسته طوال هذي السنين في تربيتك اليوم ترى ثماره بابنك.
ألحقك الله بره وحفظه من رفقاء السوء.
تعليقات