#جريدة_الآن التنظيم الصامت: تغلغل التيار الليبرالي في مؤسسات الدولة .. الكويت نموذجاً

محليات وبرلمان

الآن 705 مشاهدات 0


"يعاني التيار الليبرالي كسائر التيارات السياسية في الكويت من إشكالية الغياب المؤسسي بسبب انعدام القوانين المنظمة للأحزاب السياسية ...مما يجعل من الصعب تحديد عدد أنصار هذا الفكر!" - الجزيرة


مقدمة

لطالما عرفت الكويت بالتعددية والانفتاح مما سمح بتواجد وتلاقح مختلف الأفكار والتوجهات ، من ضمن هذه الأفكار والتوجهات من تحول إلى عمل جماعي منظم فعرفت البلاد على مدى فترات مختلفة في تاريخها الحديث مجموعات حركية، واجهات مجتمعية (تطور بعضها لاحقا إلى مرحلة جمعيات نفع عام أو مؤسسات مجتمع مدني)، تيارات سياسية، تجمعات علمية دينية وغيرها من أشكال التنظيم التي كتب لبعضها الاستمرار بينما فني البعض الآخر منها أو تبدل.

ورغم تمتع الإسلاميين المعتدلين في البلاد بعلاقة مميزة مع الحكم - كما يشاع على الدوام - إلا أنه لا يمكن أن يفوت المراقب وجود هيمنة لشخصيات ورموز ليبرالية على مراكز مؤثرة في الدولة، كما أنه من الملاحظ أيضا مزاحمتهم في مساحات لطالما عرفت بأنها حكر على الإسلاميين ومنها تحديداً:

١- العمل الإنساني الإنمائي.

٢- تمكين ورعاية الشباب والفتيات.


مراكز القوة

التيار الليبرالي في الكويت يدير عدة واجهات مثل:

أ. جمعية الخريجين (جمعية نفع عام أغراض ترخيصها المكتوبة فضفاضة).

ب. جمعية الهلال الأحمر الكويتي (ذراع شبه رسمي لتقديم المساعدات يترأس مجلس إدارة وزير سابق).

ج. فرع لوياك في الكويت (مجموعة تطوعية تحولت إلى شركة تجارية ذات مسؤولية محدودة أغراض ترخيصها فتح معاهد تدريب بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الرياضية، ثم تحولت إلى شركة غير هادفة للربح مستفيدة من القوانين الجديدة).

د. جمعية حقوق الإنسان (إلى أن أقصي في الانتخابات قبل عدة سنوات فأسس "منظمة" رديفة منافسة).

كما أن أتباعه والمتعاطفين معه من بينهم عشرات الوزراء، وكلاء وزارات، أعضاء في السلك الديبلوماسي، مستشارين في بعض الأماكن الحساسة بالدولة .


                                            دكتور ظافر العجمي

مرجعية تاريخية

يعتقد د. ظافر العجمي أن "معظم رموز الليبرالية كانوا ممن ينتمون لليسار- على اختلاف مرجعياتهم المذهبية والطبقية - ويتصدرون المعارضة السياسية آنذاك، لكن الغالبية تخلى عن قناعاته اليسارية متخذا الأفكار الليبرالية بديلا عنها." لكن المعضلة، كما يبين الكاتب خليل حيدر في مقال سابق، في أنه "لم يستطع بقايا التيار القومي ومناصروه أن يعيدوا بناء أنفسهم على أساس ديمقراطي ليبرالي بل اتجه باستمرار نحو اليسار والمعارضة الحادة. وهكذا، وبخاصة مع انهيار المعسكر الاشتراكي وتبعثر القوى اليسارية، وجد التيار الديمقراطي الليبرالي نفسه بلا قيادة في الكويت، كما في العالم العربي عموماً."

                                         

                                                            ذعار الرشيدي

ويوضح الكاتب ذعار الرشيدي ذلك: "الليبرالية في الكويت كانت تحولا أو تحورا من عدة مذاهب، فالشيوعيون والقوميون والتقدميون جميعهم تحولوا وبقدرة قـادر إلى ليبراليين أو هكذا صوروا أنفسهم خاصة في الـ 18 عاما الأخيرة، بالعربي بعد الغزو أصبح كل هؤلاء ليبراليين، وكأن الليبرالية هي مصب المتحولين في فكرهم السياسي، لم يكن هذا لسبب سوى أنهم لم يستطعوا أن يكونوا إسلاميين فاختاروا المعسكر المضاد أيا كان اسمه، فقط لحفظ ماء وجههم الذي تناثر بتناثر القومية بعد الغزو والشيوعية بسقوط الاتحاد السوڤييتي".


                                          دكتور علي الطراح

أما حديثا فيذكر الأستاذ الجامعي د. علي الطراح: "لا نملك رؤية واضحة حيال قضايا حيوية كثيرة، ونعجز عن فهم أسباب انحسار تأثير الأفكار الليبرالية في دوائر ضيقة، فقد أخفقت الليبرالية الكويتية في فهم الهندسة الاجتماعية للمجتمع الكويتي وظلت محصورة ضمن فئات اجتماعية معينة."

                                            باقر النجار

بينما يشرح الباحث باقر النجار: "في وقتنا الحاضر تبدو تسميه الليبرالية في منطقة الخليج من الاتساع بحيث باتت تشمل بقايا جماعات اليسار الخليجي، وبقايا حركة القوميين العرب والبعثيين، بالإضافة لعدد من الشخصيات المنخرطة في سلك الدولة والعمل الحكومي." "ويبدو كل هؤلاء أقرب إلى الليبرالية في شقها الاجتماعي، حيث نجدهم على المستوى السياسي بعيدين إلى حد كبير عن الإيمان الحقيقي بمبدأ التعددية وقبول الآخر، لاسيما في موقفهم من التيارات الإسلامية والمتدينين." ف"لا يستحوذ على اهتمام النخب الليبرالية سوى ممارسة النقد اللاذع والمتطرف ضد الأصولية الدينية، من دون تقديم البديل" بحسب الكاتب فاخر السلطان.

                                                    فاخر السلطان


ملاحظة 

من الملاحظ عند متابعة برنامج الصندوق الأسود لمقدمه أ.عمار تقي ومن خلال عدة لقاءات مع "مشاري العصيمي ،عبدالله النيباري ،خالد الوسمي ، أحمد الديين ، وآخرين" يتبين عدم وجود منظومة فكرية منسجمة تجمعهم والواضح أن من يطلق عليهم بالليبراليين أو التيار الوطني تجمعهم :

١- الخصومة الفكرية والواقعية للإسلاميين.

٢- التحرر من بعض القيود التي تتعلق بالمرأة واللباس والترفيه.



المعارضة لأنظمة الحكم

المفارقة أن الطبيعة المتسامحة لنظام الحكم استطاعت طي صفحة الماضي المدون فيها مواجهات حادة مع مجموعات ليبرالية وصلت في بعض الحوادث إلى استخدام السلاح!


ارتباطات دولية

الليبرالية في الكويت أتت بعدة درجات وجرعات. وهذا غير مستبعد نظرا لاختلاف مرجعياتها الخارجية دوليا كما يورد د. شاكر النابلسي في كتابه (الليبراليون الجدد: جدل فكري). لكن يبقى الليبراليون اليوم هم الأكثر ديناميكية في تفاعلهم مع السفارات الغربية في الكويت .. سواءا كانوا هم من يلقي التحية أو من يردها. 

د. ظافر العجمي من جهته يعتبر أن "بعض المثقفين يتداول الليبرالية كعملة مزيفة، إما بـغية تسويق أنفسهم أمام المراقب الغربي أو لحضور تظاهرات ثقافية هنا وهناك، لكن كشف حقيقة هؤلاء ليست سوى مسألة وقت لا أكثر".

عموما، "يعتقد التيار الليبرالي في الخليج أن اشتداد الخناق علي الإسلاميين ولاسيما بعد أحداث الـ11 من سبتمبر، والتضييق على مؤسساتهم وجمعياتهم الأهلية والخيرية ومنظماتهم الدولية غير الحكومية الإغاثية منها والدعوية ..قد أسهم في تسريع وتيرة المشروع الليبرالي!"


ملخص

الليبراليون أصناف منهم من هو ببساطة معاد للإسلاميين فقط لاغير! ومنهم المحافظ لكن الهوى السياسي يتجه به نحو مرشح ليبرالي .. ولذلك فمن الصعب تحديد أعدادهم وكوادرهم ومدى تغلغلهم بدقة، إلا أن الكفة في أواسط النخبة السياسية والاقتصادية لا شك أنها لصالحهم.


                                                                     إعداد محمد عبدالله المطر 

تعليقات

اكتب تعليقك