#جريدة_الآن إبراهيم بهبهاني يكتب : خطاب الكراهية ضد الوافدين.. من المُستفيد؟!

زاوية الكتاب

كتب د.إبراهيم بهبهاني 863 مشاهدات 0






القبس
لم يعد مقبولاً الاستمرار بخِطاب التحريض والكَرَاهِيَة ضَدَّ الوَافِدين هكذا وبالعموم وكأن هذه الفئة أصبحت مكسر عصا للبعض ووسيلة تكسُّب سياسي في الشارع. الأمر اختلط عند أصحاب هذا الخِطاب الذي يزيد الكَرَاهِيَة بين الكويتيين والوَافِدين ويصور الأمر كأن الكويت مخطوفة من قبل مجموعات تسرح وتمرح على هواها؟ وهو أمر غير صحيح وفيه تشويه للواقع والحقائق.. المشكلة التي يهرب البعض من مواجهتها رمي أخطاء الإدارة الحكومية والحكومات المتعاقبة وكذلك مجلس الأمة بمعالجة مشاكلنا سواء ما له علاقة بالتركيبة السكانية أو بخلاف ما ينتج عنها، ومن قضايا خدمية تهم المواطن بالدرجة الأولى. دعونا نتحدث بعقلانية.. أقرب الدول إلينا هم جيراننا في منظومة مجلس التعاون وأكثر الدول فيها عدد مضاعف من عدد المواطنين هي الإمارات.. لم نسمع يوماً منهم أو من ممثليهم هذا التشويه لدور الوَافِدين بل تعزيز واستفادة من وجودهم واستثمار جهودهم وبما يخدم اقتصاد ورفاهية الدولة المضيفة، وفوق هذا وذاك هناك قوانين تطبق على الجميع وانتهى الأمر. عندنا صارت موضة في سوق المزايدات كل من يرغب ركوب الموجة ينزل بالوَافِدين ويضع الكل في سلة واحدة وهذا مدعاة للأسف.. معظم مؤشرات جودة الحياة وخيارات الترفيه والسعادة بالنسبة إلى الوافدين تجد الكويت في أدنى السلم، أي بعد البحرين وعمان وقطر والإمارات والسعودية..! الدولة فرضت رسوماً على الخدمات الصحية للوافدين وعددهم أكثر من 3 ملايين والكل ملتزم بالدفع وتحصيل المال لمصلحة خزينة الدولة، وإذا حصل واستغل أحد الزائرين الخدمات الصحية المقدمة من الدولة هل هذا يعني أن الوَافُِين أصبحوا كلهم مزورين وغشاشين ويختلسون مال الحكومة؟! لنفترض، وهذا أمر طبيعي ويحدث في كل دول العالم أن تحدث أعمال عنف وجرائم وسرقات ونهب وتزوير من قبل مجموعات ليسوا مواطنين.. هل هذا يجيز التعميم ونصور الأمر وكأن جحافل الوافدين تشفط الأكسجين من الشوارع والمستشفيات؟ ناقش مجلس الامة على سبيل المثال قانون التأمين الصحي للزائرين والمتوقع أن يدر عوائد سنوية بـ20 مليون دينار سنوياً، السؤال: هل اعترض أحد على هذا التوجه من الوَافِدين أو الزائرين؟ المسألة أبعد بكثير من تلك الخطابات الهوجاء التي لا يحصد منها البلد ولا أهله سوى السمعة السيئة.. لنعالج مشاكلنا من دون اللجوء إلى هذا الكلام العنصري، ولنطبق القانون على الكل ولنحترم تاريخنا ونحدد احتياجاتنا، ونبعد الفاسد والمسيء عن التحكم بمصائرنا. أقول كلمة حق لندع الوَافِد يشعر بالاطمئنان طالما نحن بحاجة إليه، وإلا دعوه يخرج من ديرتنا وهو محب للكويت وأهلها، وليعطوا كل إنسان حقه وكفى مزايدات.

تعليقات

اكتب تعليقك