#جريدة_الآن بدر سعيد الفيلكاوي يكتب: كل يرى النفط بعين طبعه

زاوية الكتاب

كتب بدر سعيد الفيلكاوي 746 مشاهدات 0


الأنباء:

كبير المهندسين دخل على العمال وهم يكسرون الحجر سأل الأول ماذا تفعل؟ فرد بأنه يكسر الحجر، ثم سأل الثاني ماذا تفعل؟ فقال انه يبني ناطحة سحاب، أما الأخير فأجاب بأنه يبني حضارة، كلهم يفعلون نفس الفعل لكن الأفكار مختلفة باختلاف الهمم التي يتبناها الناس، وهذا بالضبط ينطبق على المجتمعات والدول عموما والنفطية خصوصا.

نجد أن هناك 3 مستويات فكرية في تعامل الدول مع الموارد الطبيعية، المستوى الأعلى هو الدول التي تستخدم النفط والغاز والموارد الطبيعية لبناء حضارة مثلما يحدث في روسيا التي تبيع النفط والغاز على الدول الأوروبية وتستخدم كورقة ضغط على هذه الدول حتى تمرر مصالحها، والمستوى المتوسط هو الدول التي تستخدم مواردها لتطوير مجتمعاتها وبناء دولة قوية لها تأثير في المجتمع الدولي كالنرويج التي استخدمت النفط كمجرد قاعدة للتطور، أما المستوى الفكري الأخير فهو الدول التي يكون كل همها أن تبيع مواردها الطبيعية وتأخذ نقودا مقابل ذلك دون أي تطوير في الإنتاج أو في الفكر وبالنهاية تنهار لأن فكرها محدود كالحاصل في فنزويلا.

نحن في الكويت وغالب دول الخليج نتعامل مع النفط كفنزويلا ننتج النفط ونبيعه ونستخدم هذه النقود كمصروف للدولة التي توظف المواطنين وتوزع هذه الأموال عليهم، دون شك هذا استخدام خاطئ للموارد الطبيعية، لكن ظروف المجتمع والتراكمات الفكرية التي فيه كانت تجبر الكويت على هذه الطريقة لكن الآن اختلف الفكر الاجتماعي وتطور للأفضل مع تطور عملية التعليم وخطط البعثات التي تقوم بها الدولة، فكل الأوضاع حاليا متاحة لنقل الفكر من المرحلة الأولى للتعامل مع الموارد الطبيعية للمرحلة الثانية وهي مرحلة بناء دولة اقتصادية تستخدم النفط كمجرد أداة لبناء نظام اقتصادي قوي مثل النرويج.

النرويج البلد الذي احتله هتلر خلال الحرب العالمية وعاث فيه فسادا استطاع بعد انتهاء الحرب أن يطور اقتصاد بلاده بشكل نموذجي من خلال الاقتصاد الماكنزي الذي يرى تعاون القطاع العام والقطاع الخاص للنهوض باقتصاد الدول، وهذا ما تم فعلا في النرويج، وهي طريقة مناسبة جدا للاقتصاد الكويتي بشرط التطبيق الحازم للقوانين الاقتصادية دون تدخلات من الأطراف المتنفذة.

تعليقات

اكتب تعليقك