#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب: أم هديل.. وخطر «السحر الإلكتروني»!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 627 مشاهدات 0


الأنباء:

حوَّل لي محمود مسؤول بدالة «الأنباء» مكالمة، رفعت السماعة وإذا بصوت نسائي أجش تُعرّف نفسها (بأم هديل) وتطلب مني الإجابة عن تساؤلاتها، صدمتني وفاجأتني بالقول: شوف أنا صار لي 6 أشهر أتعامل بالسحر الإلكتروني!

فقلت: لحظة، أعرف السحر وأدواته وبلدانه ومتعاطيه، لكنني أول مرة أسمع بالسحر الإلكتروني!

فقالت: أنا ذهبت إلى بلد عربي وتلقيت دورة لمدة 3 أيام على هذا النوع من السحر!

فقلت: السحر سحر.. إلكتروني، تقليدي، مادام فيه ضرر على البشر وأنت تمارسينه يا ويلك من الله عز وجل!

فقالت: تمهل شوي وبدأت تبكي: أرجوك والله انني دخلت هذا العالم الغريب عن طريق (صديقة) ومارسته على زوجي وابنة خالتي! ونجحت ثم خفت من ربي، والحين نادمة أشد الندم على ارتكابي هذه المعصية التي تعد من الكبائر والموبقات، ساعدني.

أنا والله (انثولت) سحر إلكتروني؟ وبدأ الحس الصحافي يتزايد في طرح التساؤلات!

قلت: يعني (السحرة) طوروا أنفسهم الكترونيا! معقولة وصلنا هالمستوى؟!

من شاف (ذيك الوجوه الكالحة) يعي أي سحر الكتروني، أي بطيخ هذا؟ أنا شفت في حياتي چم ساحر بحكم المهنة الصحافية (مكحلين ومهتملين)! أي كأنهم فقراء معدمون!

وعندما حاولت استنطاقها قفلت الهاتف وأنهت المكالمة وهي تبكي قائلة: والله ليس من طبعي ولا سلوكي هذا بس حب الاستطلاع وصلني إلى مرحلة عميقة من التعامل بالسحر وأنا نويت التوبة وحاجزة للعمرة وأنوي الحج!.. وتركتني أحوس في تساؤلاتي وأفكاري!

يا أم هديل.. كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون!

مادمت عاقلة ومكلفة وتعين ما تعملينه عليك مسؤولية شرعية (السحر حرام) وعلى كل من يعرف أو يسمع عن متعاطي السحر أن ينصحه، وإذا لم يتوقف عن (أفعاله الشينة وسحره) يُبلِّغ عنه، وكل من يمارس الدجل والشعوذة والسحر كافر في ملة الإسلام!

الله عز وجل حذرنا من هذا السلوك الشائن والخاطئ، وعليه والله لو أعرف من أنت لطبقت ما قلت وبلّغت عنك إن لم تتوبي!

أتمنى أن تكون هذه المرأة صادقة وأنها بالفعل تابت، لكنني غير مقتنع بالسحر الإلكتروني!

هذه المكالمة شغلتني وأتمنى من القراء الكرام الذين يفهمون في السحر الالكتروني إفادتنا إن كان موجودا!

والله.. نصحت هذه المرأة ودعوت لها وأغلقت المسرّة منسحبة، ولكنني غير مسرور، فكيف يوجد من يتعامل بالسحر بيننا ويمارس الخداع ويعاون الشيطان ويقوم بالعزائم والعقد ليؤثر في القلوب والأبدان ويفرّق بين المرء وزوجه؟.. وهل هناك سحر الكتروني؟ وله دورات رسمية؟ وأين؟!

لهذا مسكت قلمي في يوم الخميس وهو يوم إجازة والناس تستعد لهذا «الويك اند» لأحذر من مغبة ممارسة السحر وتعاطيه خاصة مع أولئك «السحرة الملعونين» الذين يدخلون البلاد ليفسدوا في الأرض!

قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما»! الله أكبر أربعين يوما تُحرم من أجر الصلاة؟

أيها القارئ الكريم: إن عدم تصديقك لهؤلاء السحرة والمشعوذين أمر طيب ولهذا (نعوّل) عليك لإنقاذ بقية أفراد المجتمع من الجهال الذين لا يزالون يبحثون هنا وهناك عن السحرة، خاصة الحريم.

السحر كفر بالله والسحرة يمارسون دجلهم ويستخدمون كل ممنوع، يسترقون السمع من شياطين الجن ويخطون في الرمال أو ينظرون إلى الفنجان أو يقرأون الكف!

كل هذا كفر ولا يجوز ومن تكسّب به آثم وعليه التوبة.

آن الأوان أن تقوم قطاعات المجتمع المدني من جمعيات النفع العام ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وغيرها من الجهات الحكومية بتوعية الناس وفضح خطر هؤلاء السحرة والمشعوذين.

ومضة: السحر متحقق وقوعه ووجوده، ولو لم يكن موجودا حقيقة لما نهى الشرع عن خطره والوعيد على فعله والعقوبات الشرعية على متعاطيه، قال تعالى: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر وما أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون).

لقد أجمع العلماء المسلمون على تحريم السحر، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من سَحر أو سُحر له..».

والسحر «محرم» في كل الأديان والإسلام، كما قال تعالى: (ولا يُفلح الساحر حيث أتى).

والساحر كافر بدلالة الكتاب والسُنّة، قال تعالى: (وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) البقرة: 102.

إذن السحر إحدى الكبائر وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم باجتنابه «اجتنبوا السبع الموبقات»، وذكر منها السحر!

آخر الكلام: عقوبة الساحر في الإسلام «القتل» لعِظم جريمته، ومن يقرأ كتب السيرة يعرف كيف طبق هذا الحد بالسيف، فالساحر يسعى في الأرض فسادا وفساده من أعظم الفساد!

زبدة الحچي: ستبقى المشكلة الأزلية في (النساء) وهن الزبونات الدائمات لهؤلاء السحرة والمشعوذين وهذا لا يعني أنه لا يوجد رجال ضمن الزبائن!

يعجبني سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين رحمهما الله فهما يريان: أما ما يتقى به خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والتعوذات المأثورة.

وقد قمت بسؤال الشيخ (إسحق) وهو رجل دعوة ودين وملمّ بهذا الملف الشيطاني عن كيفية معالجة السحر بعد وقوعه؟ فقال: يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدق ويطحن ويوضع في إناء من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيه آية الكرسي والمعوذتين وآيات السحر في سورة الأعراف وسورة يونس وطه، وكلها معروفة لأهل الاختصاص وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاثا ويغتسل بالباقي، وهناك استخدام للعسل وزيت الزيتون المقرأ عليه من آيات الله حتى يزول الداء.

ختاما: إلى الذين يتعاملون بالسحر عند وقوعه قائلين: لا يُحل السحر إلا بسحر مثله!

هذا لا يجوز لأنك تتساوى مع الساحر الذي عمل السحر ويعرف أنه حرام!

من يعرف ساحرا أو ساحرة فعليه أن يرفع أمره إلى أقرب مخفر ويُبلّغ عنه!

وعلى كل قطاعات مجتمعنا ووسائل الإعلام أن تبذل الجهد لتبيان خطر هؤلاء السحرة والمشعوذين والكهنة!

أسأل الله لي ولجميع القراء في داخل الكويت وخارجها السلامة من هذا الشر، والعافية في أبداننا من كل داء، وأن ينفع بهذه المقالة التحذيرية كل من قرأها!

في أمان الله.. إجازة سعيدة من غير سحر!

تعليقات

اكتب تعليقك