#جريدة_الآن جاسم التنيب يكتب: حوار أمة فاشلة
زاوية الكتابكتب جاسم التنيب مارس 18, 2019, 11 م 438 مشاهدات 0
الأنباء:
مرت نحو ثماني سنوات، كانت مليئة بالأحداث والأعاصير والبراكين، التي ضربت الكيان العربي، وهزت الأرض من تحت أقدام الشعوب العربية، وحتى الآن ما زالت توابع هذه الزلازل قائمة، تعود بين حين وآخر، فتدك الأرض والعرض، وتدمر الحياة الإنسانية في عالمنا العربي والإسلامي، حتى فقدنا الأمن والأمان والاستقرار في أرجاء تلك الأمة، إلا ما رحم ربي، وتحول أبناء عالمنا العربي إلى وحوش كاسرة تأكل بعضها بعضا، وتغيرت الحياة إلى الأسوأ بسبب زعزعة العقيدة وضعف الإيمان، وابتعادنا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وذهبت العادات والتقاليد والأعراف العربية الأصيلة، فضاعت معها الهوية العربية والإسلامية واستبدلت بمظاهر الغرب الكريهة!! فالمحور الأساسي في العالم العربي أنه لا يستطيع تقوية نفسه، ولذا لجأ إلى الغرب، وحذونا حذوهم، حذو القذة بالقذة كما أخبر الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.
لقد استغل العالم الغربي وأعداء الدين والأوطان ما حدث من إخفاقات ـ كانوا هم مؤلفي سيناريوهاتها، ومخرجي مسرحياتها بمعاونة بعض من أبناء جلدتنا- طالت العالم العربي والإسلامي، وقاموا باختراق أوطاننا بكل سهولة ويسر، واستغلوا في سبيل ذلك أيضا بعض الأقليات الموجودة في الوطن العربي.
والغريب والعجيب أن العالم الغربي صور للساذجين من أبناء أوطاننا الموهومين المفتونين به، أنه حامي الحمى، وراعي الحريات، ومطبق الديموقراطية، على الرغم من أن لديه من الفظائع والانتهاكات التي يندى لها الجبين، كما أن مخططاته الخبيثة، في التجسس وصناعة الأحداث وتصدير الفتن لا تنتهي ولا تتوقف لديه، بل تتجدد دائما!
منذ نشوب الحرب العالمية الأولى وتلتها الحرب العالمية الثانية، والعالم الغربي بمختلف مسمياته استطاع إخضاع العالم العربي تحت رايته، وهذا النهج الاستعماري، والتخطيط الخبيث، هما من صناعة الصهيونية العالمية التي تقود هذا العالم الغربي، وتسعى لإنشاء دولتها الكبرى المزعومة، وحكم أكبر مساحة دولية، لتكون هي صاحبة النفوذ الأوسع الكامل على الاقتصاد والاستثمار والسياسات الخارجية، والسيطرة الأمنية والعسكرية.
وبذلك اصبح العالم العربي والإسلامي هدفا سهلا النيل منه من قبل الصهيونية العالمية، ومع الأسف يأتي هذا الأمر بيد بعض أبناء العرب والمسلمين أنفسهم، بعد أن أصبحوا لقمة سائغة في فمها، ولعبة تحركها كيفما شاءت، كما حدث في الأندلس، وفلسطين، عندما تآمر عليهما الغرب، وساندتها خيانة عربية في
ذلك الوقت حتى سيطروا عليهما تماما. فإلى الله المشتكى.
تعليقات