#جريدة_الآن نيوزيلندا تكرم ضحايا الهجوم الإرهابي على المسجدين

عربي و دولي

677 مشاهدات 0


أحيت نيوزيلندا اليوم الأحد ذكرى ضحايا المجزرة الإرهابية التي وقعت في مسجدين في بلدة كرايست تشيرش، فيما تتضح تدريجاً وقائع الاعتداء ملقية الضوء على تفاصيل أليمة وأعمال بطولية رافقت عملية إطلاق النار.

ومنذ الصباح الباكر تقاطر سكان كرايست تشيرش نحو مقري المسجدين لوضع الزهور تكريماً للضحايا الـ50.

وكتبت على لافتة كبيرة قرب أحد المسجدين وسط باقات الزهور المجمعة، "نحن متضامنون مع إخواتنا وإخواننا المسلمين".

وشهدت كافة مناطق البلاد موجة تضامن عابرة للطوائف، فجمعت ملايين الدولارات لمساعدة الجرحى وعائلات الضحايا.

وألقى القس لورانس كمبرلي عظة اليوم الأحد، في كاتدرائية كرايست تشيرش الانغليكانية قال فيها، "بعد الهزات الأرضية تعلمنا خلال الأوقات العصيبة أنه ليس هناك أفضل من التضامن. آن الأوان لنقوم بذلك مجدداً..ونحن اليوم متضامنون مع المسلمين".

وفي الوقت الذي بدأ تسلم رفات بعض الضحايا إلى الأسر، كشفت قائمة غير كاملة بالضحايا أن أعمارهم تراوح بين 3 سنوات و77 سنة، وأن 4 نساء على الأقل في عداد القتلى.

وقالت ديبورا مارشال، التي تتسلم التحقيقات، "نقوم بأخذ صور مقطعية لكل الضحايا، ونأخذ بصماتهم، كما جمعنا مقتنياتهم الشخصية".

وأعلنت رئيسة الحكومة النيوزيلندية جاسيندا أرديرن اليوم الأحد، "يمكنني أن أؤكد أننا سنبدأ بتسليم جثث الضحايا إلى الأسر اعتباراً من مساء اليوم الأحد"، موضحة أن جميع الجثث ستسلم بحلول الأربعاء.

وظهرت مرتين أمام الإعلام اليوم الأحد، مرتدية حجاباً أسود.

وأوضحت أن من بين الضحايا 4 مصريين وسعودياً وإندونيسيا و4 أردنيين و6 باكستانيين و5 هنود.

وتعقد الحكومة النيوزيلندية اجتماعاً الإثنين، للاطلاع على تقارير أجهزة الاستخبارات بشأن كيفية تمكن أسترالي معروف بميولة الفاشية من الاستحصال على هذه الترسانة من السلاح من دون لفت النظر.

ودعت الشرطة سكان البلاد إلى العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.

إلا أن حالة القلق تبقى قائمة خصوصاً بعد إقفال مطار دنيدن في نيوزيلندا إثر العثور على طرد مشبوه.

أعمال بطولية
وبعد 48 ساعة على وقوع المجزرة توضحت وقائع الاعتداء الدامي مع تعدد شهادات الناجين التي كشفت أيضاً عن أعمال بطولية قام بها عدد من المصلين أتاحت إنقاذ الكثيرين.

أحد الناجين عبد العزيز الأسترالي من أصل أفغاني الذي كان في مسجد لينوود مع أولاده الأربعة، عندما توجه نحو مطلق النار محاولاً إيقافه.

ونشر موقع "ستاف.كو.إن زي" الإخباري شهادة عبد العزيز (48 عاماً) الذي وصف بـ"البطل" بعدما جازف بحياته لطرد القاتل. وروى أنه عند سماع إطلاق نار، هرع إلى خارج مسجد لينوود، وقام بمطاردة مطلق النار الذي كان يتوجه إلى سيارته لجلب قطعة سلاح جديدة.

وبعد أن تسلل بين سيارات مركونة تمكن من السيطرة على قطعة سلاح كان المهاجم تركها لنفاد الذخيرة منها، "فرماها كالسهم على سيارته محطماً زجاجها"، مضيفاً "هذا ما أخافه" فغادر المكان.

وهذا الأمر قد يكون ساهم في تجنب سقوط عدد أكبر من الضحايا لأن الشرطة أوقفت القاتل بعد ذلك بفترة قصيرة.

أما فريد أحمد ففقد زوجته حسنة (44 عاماً) التي قتلت بينما كانت تحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصلين خاصة من النساء والأطفال.

ورداً على سؤال عما إذا كان يسامح مرتكب المجزرة الأسترالي الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض، قال فريد أحمد، "بالطبع. أفضل شيء هو المسامحة".

وتابع، "سأقول له إنني أحبه كشخص، وإن لديه طاقة لكي يكون شخصاً صالحاً وقادراً على إنقاذ الناس بدلاً من القضاء عليهم".

وأعلنت السلطات أن 34 جريحاً لا يزالون في المستشفيات.

ومن بين الحرحى ألين الساطي (4 سنوات) التي أصيبت بجروح بالغة. وكانت الطفلة مع والدها الحلاق الأردني وسيم الساطي في مسجد النور عندما أصيبت بثلاث رصاصات على الأقل. وكان وسيم الساطي هاجر إلى نيوزيلندا عام 2014.

وقال في مقطع فيديو نشر على فيس بوك صور على سريره في المستشفى قبل أن يخضع لعملية جراحية "أرجوكم صلوا لأجل ابنتي ولإجلي".

كما قتل داود نبي، الأفغاني البالغ من العمر 71 عاماً، وهو يحاول إنقاذ مصلين في مسجد النور بوسط مدينة كرايست تشيرش.

وكان فر من بلاده في السبعينات ويقيم منذ أكثر من 40 عاماً في نيوزيلندا التي يصفها بأنها "قطعة من الجنة"، وفق ما قال ابنه عمر.

وقال عمر لموقع "ستاف.كو.إن زي" الإخباري، "علمت من والد أفضل أصدقائي بأنه سارع لإنقاذ أحد الأشخاص فقضى بدوره".

وأثارت المأساة صدمة كبرى في نيوزيلندا، البلد البالغ عدد سكانه 5 ملايين والذي يشكل المسلمون 1% منهم، والمعروف بهناء العيش فيه وبمستوى الإجرام المتدني وبتقاليد الحفاوة بين سكانه.

وسيبقى المهاجم موقوفاً حتى جلسة المحاكمة المقبلة المحددة في 5 أبريل (نيسان).

تعليقات

اكتب تعليقك