#جريدة_الآن بندر المعطش يكتب: لا نريد ..أم لا نستطيع؟

زاوية الكتاب

كتب بندر المعطش 838 مشاهدات 0


الأنباء:

تنشأ الاشكالية عندما تقع مشكلة ما في منطقة متوسطة بين الجهل والمعرفة، فلا وجود لها في نظر الجاهل ويعتبرها العارف محلولة! هذا ما خلص إليه الفيلسوف الفرنسي «اميل برييه».

فالمشكلة هي معضلة نظرية او عملية لها اكثر من حل ويبقى الامر في اختيار الحل الأنسب، في حين الإشكال هو الالتباس، والذي لا يمكن إقراره إلا بالقبول أو النفي، وهنا تقع اكثر همومنا بين ما نعتقد انه مشكلة وهو إشكال والعكس صحيح.

وإلى للوصول لحالة من الرضا على الصعيد الشخصي والاجتماعي لابد أن نقف ونسأل؟ فالسؤال عند بعض علماء الاجتماع هو نصف حل المشكلة.

ولا ينبغي أن نخجل من السؤال، فقديما قال اليابانيون مثلا رائعا كان له الاثر الكبير في تطورهم وهو: «ان تسأل هي لحظة حرج ولكن ألا تعلم هو الحرج كله»، وأقول إذن لابد ان نسأل: هل لدينا اشكالية التقصير؟

وفي حال كان الجواب بالإثبات علينا أن نبدأ بعدها بالبحث عن مشكلات التقصير وفهمها وتحليلها وإيجاد الحلول وتطبيقها ومتابعتها وتغييرها إن وجدنا أن الحل الذي كان ملائما الآن قد لا يكون مجديا مستقبلا، وألا نركن الى الوقت كأداة لحل مشاكلنا، فالوقت ليس أداة ثابتة أو حتى الحلول الترقيعية.

ومن إحدى المشاكل التي عصفت بنا قبل وقت ليس بطويل مشكلة الشهادات المزورة التي أطلت برأسها فقط تاركة جل جسدها تحت الارض، فقامت الدنيا ولم تقعد وانبرى لها من انبرى، مفندا ومؤكدا او مشككا ومعارضا، وقبل ان نبدأ بسؤال انفسنا هل لدينا اشكالية بالتعليم وتوظيف مخرجاته، وقبل ان نجيب، وقبل ان نبدأ بسؤال انفسنا عن مشكلات التعليم أو الحلول الصحيحة والتي قد تحتاج الى مبضع جراح لحلها لأن وقت حدوثها لم يلتفت إليه احد ولم يعره اي اهتمام فقد اختفى كل شيء من على السطح ولم يعد احد يكترث بوجودها حتى تعايشنا معها ونسيناها او تناسيناها.

معضلة الشهادات المزورة مثلها مثل أي معضلة تمر بنا تجد صداها القوي أول الامر وتبدأ الحلول المستمدة من ردود الافعال والعواطف ثم فجأة يختفي كل شيء ونرى الحياة وردية مرة اخرى وكأن شيئا لم يكن لاننا دائما نعتمد ان الوقت كفيل بالحل، وهذه اشكاليتنا وليست مشكلتنا.

ولعل قصة سمعتها عندما كنت صغيرا هي ابلغ مثال على ما أقول «حين اراد طفل ان يربي فيلا صغيرا في غرفته ولم يرض الاب بذلك، وقال للطفل أخرج الفيل من الغرفة فقال له الطفل لا اريد ذلك ولكن مع اصرار الطفل وانشغال الوالد تمت تربية الفيل الذي كبر بسرعة وهنا أمر الاب الطفل ان يخرج الفيل الكبير الذي ضاقت به الغرفة فأجاب الطفل لا استطيع!».

يا سادتي بين لا أريد ولا أستطيع تقع إشكاليتنا.

أدام الله من أراد الحل ولا أدام من وصلت به الأمور إلى ألا يستطيع الحل.

تعليقات

اكتب تعليقك