صحيفة لوفيجارو :الصراع على النفوذ.. شعار العرب في المرحلة المقبلة

عربي و دولي

167 مشاهدات 0


تمر الدول العربية بمرحلة خطيرة جدا تنذر بزيادة حالة التفكك ونمو التحالفات الموجهة ضد بعضها البعض و ظهر ذلك جليا على سطح الأحداث وقد يساهم استمراره في إحداث تغييرات اقليمية ليس بيد أمريكية و لكن بيد عربية . ليبيا و اليمن صحيفة لوفيجارو أشارت أن اليمن تخوض حربا ضد أتباع الحوثيين (الشيعة) منذ فترة و لكن وبعد زيارة الرئيس اليمنى على عبد اللة صالح لأمريكا مؤخرا حدثت بعض التغييرات إذا وجهت اليمن اتهامت صريحة لكل من ليبيا و إيران بدعم الحوثيين الشيعة بالمال والسلاح و ان هناك أدلة على ذلك و هو ما أستدعى ان تقوم اليمن بسحب سفيرها من ليبيا و ردت عليها ليبيا بالمثل . و من المعروف أن اليمن تحتفظ بعلاقات قوية مع أمريكا ووطدتها بالتعاون معا في الحرب على الإرهاب، إضافة إلى أن أمريكا تحارب المد و النفوذ الإيرانى الشيعي في المنطقة و هو ما يوحى بتلاقى الدولتين عند نقطة واحدة و هي ليبيا في الظاهر و إيران في الباطن مما يضيف الى قائمة الاتهامات الأمريكية لإيران بندا آخر . ليبيا و السعودية لوفيجارو أوضحت أن الخلافات بين طرابلس و الرياض مستمرة منذ الملاسنة الشهيرة بين القذافى و الملك عبد الله في قمة شرم الشيخ 2002 و هو ما أفرز عن ظهور تنافس بين الدولتين في جهود الوساطة بين الدول العربية فالسعودية ( ذات التوجهه السني ) قامت مؤخرا بوساطة ورعاية أتفاق بين تشاد و السودان و هو ملف كانت ليبيا ( ذات التوجهه الإفريقي ثم الشيعي مؤخرا ) تعتبره من ضمن أولوياتها . وقد أثار ذلك حفيظة ليبيا و هاجم القذافى و سخر علنا من الوساطة السعودية و من ذلك يطفو على السطح الصراع المذهبي بين السنة و الشيعة و هو ما تريد واشنطن التركيز لإشعال الصراع في منطقة الشرق الأوسط . السعودية و مصر أكدت صحيفة لوفيجارو أن هناك شبة تنافس منسق في العمل السياسي بين السعودية و مصر فالسعودية قامت مؤخرا بجهود وساطة كبيرة في منطقة الشرق الوسط أهمها الملف اللبناني حيث تقوم بجهود الوساطة بين المعارضة و الحكومة و قامت برعاية و استضافة اتفاق مكة بين فتح و حماس و أخيرا اتفاق تشاد و السودان و هي كلها ملفات كانت ضمن أولويات السياسة الخارجية المصرية و رغم نفى كلا الجانبين هذه المنافسة و التأكيد على وجود تنسيق . ولكن كانت المنافسة واضحة و ظهرت الخلافات الى السطح و تمثل ذلك في الرفض المصري لإقامة جسر يربط بين السعودية ومصر قبل أيام قليلة من وضع الملك عبد الله حجر أساس المشروع رغم أن الجانب المصري كان هو الأكثر استفادة من تنفيذ هذا المشروع و ساق الأسباب للرفض والتي لقيت استهجانا من المعارضة و السخط الشعبي و صمتا غاضبا من السعودية . التنافس مطلوب دكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية أكد لموقع 'مصراوى' أن التنافس مطلوب طالما يخدم القضايا العربية و لكن لا يجب أن يكون هذا التنافس على دور الزعامة و القيادة في المنطقة أو أن يكون بداية لتحالفات تصبح سببا في تفكك الدول العربية و هو ما تريد حدوثه أطراف خارجية لتنفيذ أجندتها الخاصة. وأضاف جاد أن السعودية ومصر علاقاتهما عميقة ووطيدة و لكن هناك توزيع للأدوار فليس من المطلوب ان تظل مصر دائما وأبدا هي من تتحمل عبء حل كل القضايا العربية فتنوع الآراء مطلوب. وشدد على وجود تنسيق دائم بين الرياض و القاهرة و هو ما انعكس على موافقة القاهرة على استبدال عقد القمة العربية الأخيرة من شرم الشيخ الى الرياض. وعن عودة التحالفات بين الدول العربية ضد بعضها البعض أوضح جاد ان مرحلة التحالفات كانت سائدة في القرن الماضي و لكن هناك حاليا تغييرات إقليمية ساهمت فيها الحرب الأمريكية على العراق و الحرب الإسرائيلية على لبنان و يجب ان يكون هناك حائط صد ضد الأجندة الأمريكية في المنطقة خاصة بعد أن أدركت أمريكا نية الدول العربية لإفشال مخططها و هو ما ظهر في البيان الختامي للقمة العربية الأخيرة فسعت الى إحداث الوقيعة و الخلافات بين الدول العربية و تشجيعهم على التحالف ضد بعضهم البعض و تأجيج ثقافة الاقتتال الداخلي و بالتالي يسهل عليها تنفيذ أجندتها .
وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك