#جريدة_الآن إقبال الأحمد تكتب : تشبيهاتٌ ظالمة
زاوية الكتابكتب الآن - القبس مارس 9, 2019, 11:35 م 849 مشاهدات 0
القبس
كتبت عن هذا الموضوع أكثر من مرة، وأحب أن أكتب فيه مرات ومرات رغم أنه يثير بهجة البعض وحنق آخرين وغضب عدد من القراء من الجنسين.
الموضوع خفيف ولطيف وأنا أنقل عما قيل بهذا الخصوص، ولست أنا ممن يقول، ومن ثم فلا أتحمل أي مسؤولية.
يشبِّهون المرأة والرجل في مراحل حياتهما كالقارات في إيحاء من صاحب هذا القول الى ما يمثله الاثنان «المرأة والرجل» في مراحل العمر المختلفة، يقولون إن المرأة في سن العشرينات هي كقارة أفريقيا شبه مكتشفة، حيث يجد الرجل فيها كنزاً ثميناً، أما في سن الثلاثينات، فالمرأة تكوت كالقارة الهندية، دافئة وطبيعية حين يلجأ إليها الآخرون لبداية نضجها العاطفي والفكري، ما يشكل عند الآخرين، خاصة الرجل، الدفء الذي يبحث عنه هنا وهناك، إلا أنه لا يزال هناك شيء من الغموض يحيط بها.
أما في سن الأربعينات فالمرأة -كما يقولون- فهي كالقارة الأميركية مكتملة ونموذجية من حيث التجارب والخبرات، الأمر الذي يمنحها الأفضلية عند الآخرين بسبب هذا النضج والتميُّز والنموذجية، حين تكون المرأة في هذه المرحلة في قمة العطاء والنضوج والحكمة بسبب سنوات العمر التي مضت وأكسبتها كل هذه المميزات.
والآن نأتي إلى سن الخمسينات التي قيل إن المرأة تكون فيها مثل القارة الأوروبية، عريقة وقديمة لكنها لا تزال تحمل شيئاً من الجمال والوقار، في حين وُصفت مرأة الستينات بأنها -أكرر حسبما يقولون- مثل سيبيريا، الكل يعرف أين هي وأين تقع لكن ليس هناك من يرغب الوصول إليها.
أعرف أن رد فعل النساء القارئات لما سبق متفاوت حسب مرحلة كل واحدة أو قارتها، وحسب واقعية كل واحدة ومدى قبولها لهذا الواقع، إلا أن رد فعل الرجال بالتأكيد سيكون في وضع محير أكثر منه تقبلا لكل هذه القارات، وغالباً ما سيصاحب هذا المشهد قهقهات هنا وهناك، وضحكات قد تصل إلى توجيه ما كُتب إلى من تجلس إلى جانبه بشيء من السخرية.
وهناك بات لزاماً علي أن أعيد الكُرة إلى ملعب الرجال وأنقل لهم ما قيل بحقهم في مراحل الحياة والعمر.
يقولون الرجل في العشرينات مثل القارب المحلي السريع الذي يقف عند كل الشواطئ الجيد منها والسيئ، الجميل منها والقبيح، المهم أنها محطة، لا تفكير ولا تأمل.
أما رجل الثلاثينات فهو كالقارب الخاص، لا يقف إلا عند المدن الجميلة، فليس كل المحطات محل إعجابه واهتمامه، لأن الوقوف عند أي محطة لا بد أن يسبقه حساب، فالتروي والاختيار أصبحا يسبقان خياره في هذه المرحلة.
رجل الأربعينات كالقارب أو اليخت المميز، الذي لا يقف إلا عند المدن المميزة ذات الطابع الخاص، لأنه أصبح يعرف كيف يختار الموانئ والمناطق التي يتوقف عندها، في حين رجل الخمسينات قالوا إنه مثل القارب الشراعي الذي يسير حبة حبة حسب الريح، يمشي ولا يتوقف إلا عند الضرورات، لأن حركته ثقيلة ولا يتحمل عناء التوقُّف إلا للضرورات فقط.
رجل الستينات قارب يقف في مكانه ولا يتحرك، غير قادر على الحركة والسير بسبب سوء أوضاعه ورداءة صيانته، فيتكدس إلى جانب القوارب الأخرى المتراكمة في الميناء.
عندي ملاحظة، وهي أن هذه التشبيهات قد أقبلها قبل عشرين سنة، لكنني اليوم أشك أنها تنطبق على نساء ورجال اليوم لأنها ظالمة نوعاً ما، فهم، واللهم لا حسد، مفعمون بالنشاط والجمال، المرأة في سن الخمسين والستين لا تختلف عن الأربعين، مثل القارة الأميركية جميلة وجذابة ونموذجية، والرجل في الخمسين والستين مثل اليخت المميز المنطلق، «شرايكم؟».
[email protected]
تعليقات