#جريدة_الآن علي الحويل يكتب: لنحذر الصراع الطبقي وتشرذم المجتمع

زاوية الكتاب

كتب علي عبدالرحمن الحويل 777 مشاهدات 0


الأنباء:

عبر سنوات نشأة المجتمع الكويتي وخلال تطوره ونمائه وبلوغه النمط العصري كان للطبقة الوسطى في الكويت دور محوري لعبته تحديدا بالمساهمة في نمو الاقتصاد الوطني ومتانته فقد كان منها النوخذة والبحرية والغيص والسيب، وكانت الفروق بينها والطبقة الغنية واضحة المعالم تحددها طبيعة العمل الذي تؤديه وحجم دخل أفرادها (الإنتاج).

أدى اكتشاف النفط والثروات إلى توجه أبناء الطبقة الوسطى للعمل الحكومي لما يكفله من دخل عال وثابت ومنتظم، ومع مسارعة الدولة إلى توزيع الثروة من خلال ما عرف بالتثمين وهو شراء مساكن المواطنين بأضعاف قيمتها الحقيقية وتعويضهم بمساكن بديلة في المناطق النموذجية المستحدثة خارج السور، فقد بدأت الحدود الفاصلة بين الطبقات في التلاشي مظهريا لا حقيقيا وبدا التداخل بينها وبين بعضها البعض ظاهرا على السطح، فالمركبات المستخدمة تشابهت عند الجميع، ولم يعد الملبس يفرق بينهم، وصارت غالبية الكويتيين تسافر في رحلات ترفيهية موسمية، أدى هذا الخلط إلى نشوء نزاع خفي بين الطبقة الوسطى والعليا على التميز، فاصطفت الدولة مع الطبقة الغنية جاعلة إياها المقربة إليها والمؤثرة على قراراتها كما هو الحال عبر تاريخ الدول وفي كل أنحاء العالم، وفي المقابل أخذت الطبقة الوسطى مستندة إلى الدستور والديموقراطية الكويتية بالتصدي للاتفاق غير المعلن بين الاثنين والذي أخذ بالاتساع والتجذر وصار يهدد مصالحها بشكل مباشر بعد تسرب الفساد إليه وتفشيه في كل أركان الدولة ومفاصلها، فتراجعت جودة المشاريع التنموية مما أثر على سلامة البنية التحتية وكفاءتها ومستوى الخدمات.

تعليقات

اكتب تعليقك