#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن يكتب: الدنيا أخذ وعطاء!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن مارس 4, 2019, 10:35 م 834 مشاهدات 0
الأنباء:
الدنيا ممر إلى دار مقر.. فلا تغرنكم الحياة الدنيا!
والدنيا متاع والآخرة هي دار القرار.. هذه حقيقة.
لهذا، لا عجب أن أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل».
يقول الشاعر المتنبي:
ومن تفكر في الدنيا ومهجته
أقامه الفكر بين العجز والتعب
جلست أمس ظهرا أتمعن في مقولة قالها طاغور الحكيم:
ايه.. أيتها الدنيا، لقد قطفت وردتك، وضممتها إلى قلبي فوخزتني شوكتها!
القضية التي أطرحها اليوم على قارئي الكريم في داخل الكويت وخارجها تنحصر في الأخذ والعطاء.
قالوها: يعتبر الإنسان ناجحا إذا أخذ من الحياة أكثر مما يعطي، ولكنه يكون كبيرا اذا أعطى اكثر مما يأخذ!
في العطاء كمٌ هائل من الصور النمطية يجول في رأسي أريد أن أعرضه عليكم حتى أوضح لكم رؤيتي في قضية الأخذ والعطاء، فهناك ملايين البشر لا يهتمون بهذا الجانب لأنهم باختصار أنانيون!
ومن الدرر التي أحفظها ما قاله الشاعر المتنبي:
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه ويُذْمَمِ
لهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم شرع لنا «القاعدة الذهبية» في الحياة التي نطبقها: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
فليبارك الله عز وجل لكل إنسان يعطي «حق الناس» ولا ينسى!
وليبارك الله تعالى لكل إنسان مثلما يأخذ يعطي بلا منة!
من يمارس العطاء في الدنيا بروح «صچية» لا تمثيل ولا رياء ولا نفاق يستشعر عظمة العطاء.
أيها القارئ: تفرح بالأخذ مارس العطاء، فالدنيا أخذ وعطاء.. لأن العطاء هو الحياة!
قانون الأخذ والعطاء متعادل لا ضرر ولا ضرار معادلة تأخذ لازم تعطي.. انظر للشمعة إن ولعتها أخذت أكسجين من جوك ومحيطك وأعطت ضوءا وضياء.
الحياة قائمة على «التفهم» لاحتياجات الإنسان ومنها ضرورة الأخذ والعطاء ومن لا يحب أن يعطي ويتنازل عن كبريائه فعليه أن ينزوي أو يبتعد لأن الحياة تلفظه لأنه ليس من البشر للأسف؟!
ومضة: الأخذ والعطاء قيمة معنوية قائمة على الاحترام لهذا الدور الدنيوي!
علينا أن نتعلم وان نصغي ولا نركب رؤوسنا الفارغة، فعّود نفسك منذ اللحظة على العطاء مقابل الأخذ!
حياتنا ستستمر بين أخذ وعطاء ومن يمارس «الأنانية» يدخل المحظور في حياته لأنه سيعاني من ابتعاد الناس عنه، لأنه باختصار إنسان لا يرى إلا نفسه أناني متعجرف فظ!
ما أحوجنا في هذا الزمن الى «الطاقات الإيجابية» التي نتعلم منها العطاء والبذل بلا حدود مرجاة رضا الرحمن والناس الذين نرتبط بهم!
وما اعظم مصاب الذين في حياتهم أناس لا يعرفون العطاء ولا يتعلمونه ولا يمارسونه!
آخر الكلام: أنفاسنا اللاهثة في الحياة تتطلب منا ان نفسح المجال للعطاء بكل صوره، ومن يمارس هذا العطاء يشعر بلذة عجيبة، في المقابل إن مارست انت العطاء وأخذت ستجد لذة فيما أخذت؟ الحياة هكذا «أخذ وعطاء»!
للعطاء صور كثيرة منها الحب والنصح وبذل المال والتبرع بالأعضاء.. فن العطاء متنوع صعب حصره وأقاصيه شيء لا يتوقعه البشر.. لأن الأخذ من العطاء والعطاء من الأخذ وهما كلمتان بليغتان في معانيهما وعميقتان في مدلولهما ومحتواهما!
زبدة الحچي: «تبي ترتاح» في الحياة لا تنظر في عملية ممارسة «الأخذ والعطاء» الى العائد!
اعرف أُناسا يقولون: نحن نعطي بقدر ما نأخذ؟
وهناك من يعطي الكثير ليأخذ الكثير؟
وهناك من يعطي ويعطي ويعطي ولا ينتظر المقابل إلا من الله عز وجل.. فهل نكون نحن منهم؟
راح تتعب في حياتك ان دققت في عطائك كثيرا؟
تبي ترتاح وتفرح: احتسب دائما عطاءك لله عز وجل فقط!
أنا قاعدتي في الحياة كل ما أنفقته خسرته، وكل ما أعطيته ربحته!
قمة فرحي عندما أجد أولادي وبناتي وأحفادي يبذلون ما في أيديهم وهم يمارسونه بمتعة خاصة تتفق مع تربيتهم وشيء مميز في الحياة!
عطاء الدنيا، استجابة للرب وصفة انسانية تجسد كرم البني آدم، هي عطية، وصدقة، ورحمة وعطاء!
عزيزي القارئ.. لا تبخل اعط وستأخذ، لن تكون ابدا اكرم من العزيز الرحمن ذي الطول والجود والكرم!
نادرون، قليلون، هم الذين يترجمون «الاخذ والعطاء» وكأنه عبادة!
مقال للمعطين دائما.. ورب الكعبة فزتم، في أمان الله.
تعليقات