بعد فوزه بالمركز الأول , نبيل الفضل لمسلم البراك: تعال وأرنا كيف ستمنع وزيري الداخلية والإعلام من قاعة عبدالله السالم!
زاوية الكتابكتب مايو 18, 2009, منتصف الليل 4202 مشاهدات 0
التغيير نبيل الفضل |
مؤسف ان نتائج الانتخابات الاخيرة لم تحقق قفزة كبيرة في التغيير، حيث ان نسبة التغيير لم تزد عن %40 من مجموع نواب المجلس الجديد، وهي نسبة تم تعديها في انتخابات سابقة اكثر من مرة.
بل ان التغيير لم يزد في الدوائر الثلاث الاولى عن %30، اما الدائرة الرابعة فقد كانت بنسبة %40 والدائرة الخامسة كانت محطة التغيير الاكبر حيث وصلت الى %80 كنتيجة للانتخابات الفرعية. ولكن التغيير الحقيقي في هذه الانتخابات جاء تغييرا نوعيا بدلا من الكمي. فلقد انتصرت المرأة الكويتية انتصارا مدويا وباهرا بشكل لم يتوقعه اكبر المتفائلين والداعين لانتخاب نون النسوة، فالدكتورة معصومة المبارك لم تكتف باقتناص المركز الاول في الدائرة الاولى وانما تشاركت مع زميلتها الدكتورة اسيل العوضي - النائبة في الدائرة الثالثة - في حصد نسبة %21 من مجموع الاصوات في منطقتيهما، وهي نسبة تفوق نسبة اصوات مسلم البراك في دائرته رغم كل هيلمانه وقبليته وصخب خطابته. ثم كانت هناك الدكتوره رولا دشتي التي تفوقت بجدارة على وليد الطبطبائي والدكتور علي العمير ممثل السلف في الدائرة الثالثة. حتى الدكتوره سلوى الجسار قد جاءت في المرتبة العاشرة، الا انها نجحت حيث لم ينجح ممثل السلف عبداللطيف العميري ولم ينجح ممثل حدس حمد المطر ولم ينجح ممثلا المنبر الوطني الديموقراطي عبدالله النيباري ومحمد العبدالجادر. وكنا نتمنى فوز ذكرى الرشيدي لتكتمل الحفلة، غير ان نتائج ذكرى جاءت جدا مشجعة، اذ حصدت %6 من مجموع الاصوات متفوقة على خضير العنزي ممثل حدس الذي لم يحصل الا على %4 من مجموع الاصوات. ونسبة ذكرى التي وضعتها في المركز الخامس عشر، نسبة لا يستهان بها اذا اخذنا بعين الاعتبار طبيعة الدائرة الرابعة المنغلقة والمصادرة من قبل القبيلة، وهي ترشحت خارج الاطارين. برافو ذكرى وهاردلك. كانت هناك مفاجآت في الانتخابات الاخيرة، لعل ابرزها ان السيد حسين القلاف الذي طالب بحل غير دستوري لمجلس الامة نال على اصوات اكثر وجاء في المركز الثاني، امام هجمة اجتماعية شرسة لانجاح نون النسوة التي فازت بها عن جدارة الدكتوره معصومة. ثم كانت مفاجأة ان يفوز محمد الجويهل بـ %6 من اصوات دائرته الثالثة رغم انها المرة الاولى التي يكمل بها ترشيحه، ورغم ضآلة حملته الاعلانية مقارنة ببقية المرشحين الخاسرين معه. الا ان الغرابة تكمن في ان يتفوق الجويهل على نائب مخضرم كجمال العمر ويحقق اصواتا اكثر من اصوات ممثل السلف نصار العبدالجليل، واكثر من اعلاميين معروفين مثل ماضي الخميس. ولكن الخسارة الكبرى في هذه الانتخابات كانت من نصيب حدس التي اصابتها لعنة وزير النفط السابق محمدالعليم والمشاريع الكارثية، فانهارت حدس لولا عزوة جمعان الحربش الذي حافظ لها على كرسي وحيد بعد عز الكراسي ومجد الثقل السياسي. وكذلك اصيب السلف بخسارة فادحة حيث لم يبق من نوابهم الخمسة سوى اثنين فقط وبشق الانفس. كما ان تراجع مراكز الاسلاميين المدعين استقلاليتهم كان واضحا، خاصة في الدائرة الثالثة حيث تفوقت اسيل العوضي على جند فيصل المسلم وسيله القبلي، كما تفوقت زميلتها رولا دشتي على وليد الطبطبائي وعلي العمير. ومن ثم فان من السهل القول ان التيارات الدينية قد خسرت مواقعها التي قضت السنين في رعايتها وتنشئتها، ورأتها فجأة تنهار أمام اعينها. والانتخابات الأخيرة انصفت الشيعة كذلك فحصدوا 9 مقاعد تمثل نسبتهم بين الناخبين حسب بعض الاحصاءات. كما أن الانتخابات الأخيرة حافظت للقبائل على مواقعها المتقدمة، رغم ان عدد نوابها يفوق نسبة القبائل بين الناخبين. خلاصة الأمر فان نتائج الانتخابات بينت انحدار شعبية الاسلام السياسي وعودة المجتمع الى مدنيته، والى واقعية الحياة فيما يخص نساء الكويت اللواتي يستحققن في القادم من الأيام حصة كبرى تعكس نسبتهن في المجتمع. من جانبنا سنفتقد حكمة عبدالواحد العوضي وقدرات أحمد المليفي ونشاط محمد العبدالجادر. ملاحظة أخيرة: يجب ألا نغفل عن حقيقة ان المرشحات الناجحات في الانتخابات الاخيرة يملكن تحصيلا علميا اكبر بكثير من بقية المرشحين الرجال. كما نود ان نتقدم بالشكر للوزير ورجالات الداخلية على حسن ادائهم في ادارة الانتخابات. أعزاءنا مسلم البراك فاز بالمركز الأول في دائرته وبعدد من الأصوات يقارب التسعة عشر ألف صوت. لذلك فنحن نقول له وقد حاز على دعم ناخبيه غير المسبوق، تعال يا مسلم وأرنا كيف ستمنع وزيري الداخلية والإعلام من قاعة عبدالله السالم! فإن كانت تهديداتك ترفع من رصيدك الانتخابي، فنحن نسجلها للتاريخ لاثبات تباعد القول عن الفعل.
|
الآن - الوطن
تعليقات