#جريدة_الآن الكويت: نأسف لكون الحالة الانسانية في جمهورية افريقيا الوسطى مازالت حرجة

عربي و دولي

الآن - كونا 1045 مشاهدات 0


أعربت الكويت عن الأسف لكون الحالة الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى ما زالت حرجة جدا خاصة أن نصف السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في جلسة مجلس الأمن حول جمهورية أفريقيا الوسطى مساء أمس الخميس.
وأشار إلى أن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة والحماية بجمهورية أفريقيا الوسطى ارتفع من 5ر2 الى 9ر2 مليون في الفترة الأخيرة أي بنسبة 16 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017 موضحا أن نصفهم من الأطفال.
وقال العتيبي " بما أن التطور الأهم في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ آخر جلسة عقدها مجلس الأمن لمناقشة الحالة فيها بتاريخ 7 فبراير 2019 هو توقيع اتفاق المصالحة بين حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى والجماعات المسلحة الأربع عشرة وممثلين عن المجتمع المدني فأود أن أضم صوتي لمن سبقني بالإعراب عن كامل ارتياحنا لتوقيع هذا الاتفاق رسميا بتاريخ 6 فبراير 2019 تحت مظلة الاتحاد الأفريقي ووفق المبادرة الأفريقية للسلام والمصالحة وبدعم وتيسير من قبل الأمم المتحدة".
واعرب عن الشكر والتقدير للجهود الحثيثة التي بذلتها حكومة السودان باستضافتها لجولة المفاوضات التي جرت في الخرطوم خلال الفترة من 24 يناير إلى 5 فبراير 2019 التي استغرقت اسبوعين في الخرطوم متمنيا أن يكون هذا الاتفاق نهاية للنزاعات المسلّحة التي عاشتها جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2012.
ورحب العتيبي بالقرار الذي اتفقت عليه جميع الأطراف حول إنشاء آلية للمتابعة كوسيلة للاشراف على التنفيذ الفعّال للاتفاق السياسي. وأضاف ان بعض النزاعات الأفريقية تشهد تطورات إيجابية قائلا "اذا نظرنا إلى منطقة القرن الأفريقي سنجد جهود مصالحة بين أرتيريا وأثيوبيا واستقرار ملحوظ في الصومال وإذا انتقلنا إلى منطقة الوسط سنلاحظ اتفاقا بجنوب السودان وتحسنا للأوضاع الأمنية في دارفور وأول عملية انتقال سلمي للسلطة في جمهورية الكونغو الديمقراطية كما أن هناك فرصا لإحياء وإحلال السلام بمنطقة الشمال في ليبيا".
وذكر العتيبي ان تلك الرياح الإيجابية تعتبر نافذة أمل في قارة أفريقيا وما كانت لتتحقق لولا جهود الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية ورغبة حكومات الدول الأفريقية في تحقيق تقدم تنموي وأمني ملموس وبدعم من الأمم المتحدة وبلا شك بسبب تعاون دول المنطقة فيما بينها.
وأعرب عن تطلعه لأن تستمر جهود التعاون الى حين التوصل إلى سلام دائم وشامل في كل منطقة أفريقيا الغنيّة بمواردها الطبيعية والبشرية ولكي تنعم شعوبها بالأمن والاستقرار وتستغل جهود التقدم والتطور في التنمية والبناء مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة في جمهورية أفريقيا الوسطى عامي 2020 و2021. وأشار الى ان أعمال العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى لاتزال تشكل تحديا هاما للحكومة موضحا أنه رغم توقيع الاتفاق والتقدم السياسي المحرز فإن الأوضاع الأمنية بقيت هشة في العاصمة بانغي وباقي المناطق.
ولفت الى انه منذ اندلاع أعمال العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى عامي 2013 و2014 إلى اليوم والأوضاع الأمنية تدعو للقلق وذلك بسبب تصاعد أعمال العنف بين الجماعات المسلحة والأطراف المتنازعة ونتيجة لاستمرار ظاهرة خطابات الكراهية والتحريض الديني والطائفي.
واعرب العتيبي عن قلقه البالغ من الانتهاكات والاعتداءات المتكررة التي تقوم بها تلك الجماعات المسلحة المتطرفة ضد موظفي الأمم المتحدة وأعضاء بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى والعاملين في المجال الإنساني.
ودان بأشد العبارات تلك الهجمات التي تستهدف المسلمين ورموزهم الدينية وتتعرض لدور العبادة المقدسة مثلما يدين جميع تلك الاعتداءات التي تستهدف الأشخاص لاختلاف ديانتهم أو الأماكن المقدسة التي يقيمون بها شعائرهم من أي طرف كان.
واعرب عن دعمه الجهود المبذولة من قبل السلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى لوقف تلك الأعمال المسلحة ونشر التوعية بين مختلف طوائف الشعب للحد من ظاهرة خطابات الكراهية وتكريس مبدأ التعايش السلمي بين كافة الأطياف.
واكد العتيبي انه يجب على الحكومة محاسبة مرتكبي أعمال العنف وإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد المدنيين بصورة عاجلة وتقديمهم إلى العدالة للحفاظ على السلام.
واعرب عن اتفاقه مع ما ذهب إليه الأمين العام في تقريره الأخير وهو بأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى يجب أن يتم عن طريق إيجاد حل سياسي عبر الحوار وهو ما جسد في جولة المفاوضات التي عقدت في الخرطوم.
واكد العتيبي انه اذا نجحت مساعي الحوار ووصلت إلى توافق مستدام بين كافة الأطراف السياسية بجمهورية أفريقيا الوسطى ستؤثر نتائجها إيجابيا على الوضع الإنساني والاقتصادي والتنموي وعلى عودة النازحين داخليا إلى مناطقهم وعودة اللاجئين من الدول المجاورة إلى بلدهم.

تعليقات

اكتب تعليقك