#جريدة_الآن صالح الشايجي يكتب: مقولة الكويت آخر من يعترف بإسرائيل.. ليست من الحكمة !!
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي فبراير 21, 2019, 11:02 م 577 مشاهدات 0
الأنباء:
أتمنى على الدولة ممثلة بالحكومة الاحتفاظ بهيبتها ورفعتها ومكانتها، وألا تنجر إلى المماحكات والمساجلات والملاسنات التي يثيرها المتعطلون والمتبطلون أو صبية وسائل التواصل الاجتماعي أو المتصيدون من نواب مجلس الأمة والبهلوانات والمتقافزون كالقردة على أشجار الموز.
فما إن بدأت أخبار مؤتمر وارسو الأخير وصوره تظهر حتى راح الناعقون ينعقون في خرائب وزرائب لا حرث فيها ولا زرع ولا نبت، وما فيها سوى الخراب واليباب والدمار، مهددين منذرين الحكومة بسوءة التطبيع مع إسرائيل.
هذه السفاسف الصبيانية وهرج العجائز والمتصابيات، لم تتسام عنها الحكومة وتسد أذنيها بطين وعجين، بل نراها قد تمنطقت وتسربلت ونزلت الميدان وراحت تنازل الصبية وبقية الجوقة البهلوانية المضحكة المبكية، لتؤكد في كل حفل ومحفل وفي كل درب وسكة، أنها «آخر من يطبع مع إسرائيل» وبقية التوشيحة الضرورية في مثل هذه المواقف والتي لا بد من إكمالها بـ «دعم الكويت المعروف للقضية الفلسطينية ومواقفنا الثابتة والمبدئية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني» وما إلى ذلك وقبل أن أنسى «وأن منظمة فتح الفلسطينية تمت ولادتها الشرعية في فراش الكويت».
نعم يا سادتي سمعنا وأطعنا ومنذ قرون وقرون ونحن نسمع هذه الأسطوانة، فلماذا يستفزكم صبية ومراؤون وعابثون ومتصيدون فتنسون وقار الدولة وهيبتها فتروحون تجارونهم بعبثهم وتعيدون تشغيل تلك الاسطوانة.
ثم إنه من المعروف أن المجد للأول وليس للأخير، فلماذا تباهون بمركزكم الأخير الذي ستحتلونه في المستقبل!
إنه لأمر غريب حقا أن تتباهوا بتخطيطكم لاحتلال المركز الأخير في العملية السلمية.
فإن كنتم غير مقتنعين بالصلح مع إسرائيل لأسباب معينة ترونها مانعة للصلح معها، فابقوا على موقفكم إذن ولا تكونوا الأول ولا الأخير ولا تسعوا لتحقيق أي مركز في عملية المصالحة.
إن السياسة متحركة ومتغيرة وليست ثابتة، وبالتالي فإن مقولة «إن الكويت آخر من يعترف بإسرائيل» والتي أطلقها المغفور له أميرنا السابق الشيخ جابر الأحمد، هي رهينة وقتها ولم تكن حجر عثرة في مسيرة الكويت وتصريف سياستها حسب المستجدات والوقائع.
لكل وقت ظرفه السياسي والدول لا تلزم نفسها بموقف تجعله لا تحيد عنه، هذا ليس من الحكمة وليس من المصلحة الوطنية.
تعليقات