#جريدة_الآن محمد العوضي يكتب: المهرولون نحو التطبيع... والسقوط المدوي!
زاوية الكتابكتب محمد العوضي فبراير 19, 2019, 11:49 م 975 مشاهدات 0
الراي:
بدا واضحاً بجلاء ضياع اتجاه البوصلة لدى المهرولين نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كنا وما زلنا وسنبقى نؤمن ونؤكد على أن التطبيع مع الصهاينة محتلي أرض فلسطين الوقفية وزاهقي الأرواح البريئة وقاتلي الأنفس الطاهرة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حرام شرعاً وسقوط قيمي وانتحار مجتمعي.
كيف لنا أن نخذل أهلنا في فلسطين ونهرول نحو التطبيع مع مَن يغتصب أرضهم، ويقتل أبناءهم وينتهك حرماتهم، ويمارس عليهم أشنع صنوف الحصار في القدس وغزة وسائر الأراضي المحتلة، ويمنع عنهم الكهرباء والدواء والماء وكل أساسيات الحياة.
الدعوات إلى التطبيع مع الصهاينة قديمة مستترة، قبل أن يتجرأ البعض لجعلها علنية فجة بمطالبات وقحة وجعلها واقعاً حتمياً يجب على المسلمين التعاطي معه وعدم استهجانه، تنفيذاً لرؤية الشرق الأوسط الجديد، التي يشرف على تنفيذها الصهيوني جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ترامب ومستشاره في البيت الأبيض.
وقد سبق تحقيق هذا الهدف مخطط خبيث تم تنفيذه على مدى سنوات طوال جرى من خلاله «شيطنة» إخوتنا المجاهدين في فلسطين، وجعل القضية محصورة في «أرض فلسطين» لا «قدسية فلسطين» وبث الأخبار المضللة تجاه «حماس» لشيطنة الحركة، لضمان عدم التعاطف مع دفاعها المشروع عن الأرض والعرض والدين هناك، وبث مواد فيلمية لتهوين جرائم الصهاينة في فلسطين، ثم وبلا مقدمات - وبأسلوب أقرب ما يكون لفرض الواقع السيئ بالصدمة - زيارات لوفود صهيونية إلى دول عربية.
أقولها وأعيد التأكيد على أن شعوبنا العربية ترفض كل شكل من أشكال التطبيع مع المحتل الصهيوني، وسنبقى ضد هذه الدعوات ولن نلتزم بمخرجاتها بل سنعمل على محاربتها والوقوف ضدها، وننحاز دوماً لنصرة أهلنا في فلسطين بعيداً عن السقوط في مستنقع التطبيع الآسن.
ومع عدم اعذار المتورطين في مؤامرة التطبيع، التي تستهدف الأمة في مقدساتها وفكرها ودينها وحقوقها، فمن باب أولى أن يكون واضحاً لدينا أنه لا عذر البتة لدعوات التطبيع مع الصهاينة، التي يطلقها بعض المحسوبين على البنية الدينية من دكاترة شرعيين أو إعلاميين دينيين، مع تأكيد أن آراءهم الداعية للتطبيع هي في حقيقتها إلّا سذاجة طفولية في وعي الواقعين الشرعي والسياسي معاً، أو أنها دعوات لطلب الرضا السياسي وليست رؤى شرعية يمكن محاورتها بالدليل والحجة.
ونصيحة أخيرة للمهرولين في اتجاه التطبيع أن يحفظوا قيمتهم الإنسانية، ويتراجعوا عن خططهم المشؤومة، قبل أن يدون التاريخ ذكراهم بسطور من مداد الخيانة والعمالة.
تعليقات