الجاسم يكتب عن صاحب 'المنسف' و جلسائه وعن عهد الجويهل: لم اخدع الناخبين فلم اقل للحضر أن القبائل 'كلونا' ولا للقبائل أنكم مظلومين , ولا للشيعة أنكم مضطهدين

زاوية الكتاب

كتب 6737 مشاهدات 0


كتب الكاتب الصحافي والمحامي ومرشح الدائرة الثالثة محمد عبدالقادر الجاسم مقالا مهما شرح فيه عن انطباعاته الشخصية أثناء خوضه الانتخابات, ونبه الجاسم إلى أن الكويت تعاني حاليا من التمزق الفئوي والطائفي و السلطة في الدولة تضمحل مقابل طغيان سلطة الطائفة والقبيلة والعائلة, وشرح الجاسم أسباب خسارته في الانتخابات, فتعالوا نقرأ معنا مقاله المؤثر:


صاحب 'المنسف'!

نعم.. اعترف بالهزيمة في الانتخابات.. اعترف بأنني لم أحصل في هذه الانتخابات على ثقة الناخبين والناخبات في الدائرة الثالثة لتمثيلهم في مجلس الأمة، وقبلها العام الماضي في الدائرة الثانية.. ومع ذلك، وعلى الرغم من خسارة الانتخابات، إلا أنني على ثقة بأن آرائي وأفكاري التي طرحتها في مقالاتي وخلال زياراتي للديوانيات هي محل تقدير واستحسان الجمهور.
الانتخابات 'لعبة' تحتاج إلى 'تكتيكات' لا أجيدها، بينما الكتابة والتعبير المباشر عن الرأي لا يحتاجان سوى وضوح الفكرة وقوة الحجة وسلاسة الأسلوب. كي تنجح ككاتب يكفي أن تتحلى بالصدق والشجاعة والمعرفة والقدرة على التعبير عن أفكارك، لكن كي تنجح في الانتخابات فأنت تحتاج إلى مهارات 'خاصة' من الواضح أنها غير متوفرة لدي!
وعلى الرغم من الطعم المر للخسارة عموما، فقد ذقت الطعم الطيب للتواصل مع الناس ولتفاعل قطاع كبير منهم مع أفكاري.. استمتعت كثيرا بالمناقشات المطولة التي دارت في ديوانيات الدائرة الثالثة.. في خيطان وكيفان.. في السرة وفي الجابرية.. في حطين وفي الروضة.. في الخالدية وفي اليرموك.. في قرطبة وفي العديلية وفي باقي مناطق الدائرة الثالثة.. استمتعت كذلك في المناقشات التي دارت في اللقاءات مع الناخبات رغم قلتها.. والأهم من كل ذلك أنني كسبت معرفة العديد من الأشخاص الذين التقيت بهم..
شكرا جزيلا لكل من تفاعل معي.. شكرا جزيلا لكل الديوانيات التي استقبلتني.. شكرا جزيلا لكل من عمل معي ولكل من صوت لي.. شكرا جزيلا لكل من دعمني ولكل من ساهم في الحملة الانتخابية.. كان الفريق الذي عمل معي يتكون من زوجتي أم عمر وأبنائي سمية وعمر وجاسم وأحمد وليلى.. كما عمل معي شقيقي وشقيقاتي وأصدقائي، ثم أنضم إلينا عدد من الشباب الذين آمنوا بأفكاري وعملوا طوال الأيام الماضية بلا ملل رغم تواضع الإمكانيات المادية للحملة.
بوعلي وبوعبدالعزيز والثلاثي بوفهد وبوثامر وفارس.. شكرا لكم جيمعا.. شكرا للسيدات الفاضلات اللواتي سعين بصدق وتفان لا نظير لهما لمساعدتي.. شكرا للسيدات الفاضلات اللواتي فتحن بيوتهن لعقد الندوات.. شكرا لكل من أتصل بي أو زارني في ديوانيتي أو في مقري.. شكرا لكل من حضر ندواتي.. شكرا لكل من ساهم في الحملة من دون علمي..
كانت ميزانية حملتنا قد بلغت نحو 20 ألف دينار فقط جاءت كلها من تبرعات من الأهل والأحبة، وهي بالطبع لم تكن كافية للدعاية والإعلان.
خلال الانتخابات لم اتعهد للناخبين بعمل شيء.. ولم أعدهم بتقديم أي خدمة.. اكتفيت بعرض أفكاري فقط.. خلال الانتخابات لم أستغل مناسبات العزاء للترويج لنفسي ولم أسعى للتحالف مع أحد..
خلال الانتخابات سعى بعض أصحاب الصحف ووسائل الإعلام إلى مساومتي على مواقفي كي أحصل على 'الدعم' الإعلامي فرفضت.. خلال الانتخابات رفضت أيضا دفع 'أتاوات' لبعض رجال الدين كي أحصل على أصوات يمكلون توجيهها.. خلال الانتخابات رفضت عرضا من خارج الدائرة يقضي بالتزامي بالتصويت لشخص محدد في انتخابات رئاسة مجلس الأمة مقابل توجيه مئات الأصوات لصالحي.. في الانتخابات لم استخدم سلاح الإشاعة رغم استخدامه من قبل الآخرين ضدي.. خلال الانتخابات تعرضت لحملة مسعورة استهدفت تشويه مواقفي فامتنعت عن الرد عليها ترفعا!
خلال ندوتي الأولى حضر كل من الثنائي 'الجويهل والحفيتي' من أجل التشويش، ولأنني أعلم أنهما أكلا من 'منسف واحد'، أدركت أن 'صاحب المنسف' هو الذي أرسلهما إلي، فتحسرت على بلادي وزاد يقيني بسبب تردي أحوالنا، فشكرا 'لصاحب المنسف' على كشفه عن عمق أزمة بلادي، وليحيا عهد 'الجويهل' وجلساء 'صاحب المنسف'!
انتهت الانتخابات.. ونبارك لمن فاز فيها.. وتبقى مشاكلنا في انتظار من يحلها..
إن بلادنا في طريقها إلى التمزق الفئوي والطائفي.. لقد كان حديثي خلال الانتخابات يتركز على التحذير من خطورة اضمحلال سلطة الدولة مقابل تضخم سلطة الطائفة والقبيلة والعائلة.. نعم يساورني القلق على مستقبل بلادي.. وسعيت بكل ما أملك من جهد للتنبيه إلى الخطر القادم.. بلادنا صارت مرتعا لصراعات إقليمية خطرة.. بلادنا سفينة تائهة والله يستر علينا.
خلال الانتخابات.. شرحت للناس التفاصيل المتعلقة بالصراع الإقليمي الذي باتت بلادنا ساحة مفتوحة له.. خلال الانتخابات شرحت للناس مخاطر الصراع والتنافس داخل الأسرة الحاكمة.. خلال الانتخابات قدمت مبادرة لتطوير وإصلاح وترشيد العمل السياسي في البلاد.. خلال الانتخابات شرحت للناس مخاطر الانقسام الفئوي في المجتمع.. خلال الانتخابات شرحت أبعاد ومخاطر الصراع المزمن بين 'الشيخة' والحكم الدستوري.. خلال الانتخابات اكدت رغبتي في توفير الاستقرار السياسي في البلاد.. خلال الانتخابات لم أعمل لحساب هذا الشيخ أو ذاك..
أتدرون لماذا خسرت الانتخابات؟ خسرتها لأنني لم استغفل الجمهور ولم أخدعهم.. خسرتها لأنني لم أتعهد بتثمين خيطان.. خسرتها لأنني لم أقل 'للحضر' أن 'القبائل' 'كلونا'.. ولم أقل 'للقبائل' أنكم تتعرضون للظلم، ولم أقل 'للشيعة' أنكم تتعرضون للاضطهاد!
نعم.. أعترف بأنني خسرت الانتخابات.. ومع ذلك فقد كسبت صداقات عديدة، والأهم أنني لم أخسر نفسي، فقد كنت أصدقكم القول وأبوح لكم بما أنا مؤمن به.
سوف أواصل الكتابة.. وسوف أراقب انهيار بلادي وأحاول بكل ما أملك من طاقة تصحيح المسار.. وفي المقال القادم سوف أكتب عن أزمة اختيار رئيس مجلس الوزراء.
أكرر شكري وتقديري لكل من أيدني ولكل من عمل معي.. ولنا لقاء قريب بإذن الله.

الآن – مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك