#جريدة_الآن غازي العتيبي يكتب : خصخصة من دون تخصيص

زاوية الكتاب

كتب د. غازي العتيبي 975 مشاهدات 0



الأنباء
عرف «دونالد ستون» الخصخصة بأنها: «أي تحويل للملكية أو الإدارة من القطاع العام إلى القطاع الخاص بشرط أن تتحقق السيطرة الكاملة للقطاع الخاص والتي لا تتحقق في الغالب إلا بالانتقال الفعلي لملكية الأغلبية إلى القطاع الخاص».
أنا لست ضد الخصخصة لكن ضد الصلاحيات المحدودة التي يمنحها القطاع الخاص والاحتكار الذي قد يجعل منا مستهلكين أكثر منا فعالين.
التقيت بأحد الشباب الذي كان سابقا شغوفا ليلتحق بالقطاع الخاص لكن بحكم التجارب التي سمع عنها ممن سبقوه فإن ساعات العمل طويلة مقابل مردود مادي بسيط والجهود التي في الغالب لا تلاقي أي تقدير.
وأكمل حديثه بأن «البزنس» الخاص هو أكبر ضمان اليوم وربما ساهم تعزيز الربح السهل الذي ينشره المشاهير في حساباتهم في التواصل الاجتماعي في شعور هذا الفرد بالنقص وبعدم رضاه الوظيفي ففي بداية الوظيفة المقارنة دوما هي التي تشغل بال الكثيرين شوف فلان وين وصل وشوف أنا للحين بنفس المكان، عدم تطوير الذات والتأكد من أدواتها قد يجعل من السهل التأثر السلبي بذلك.
قد تكون الميديا أسهمت في تشكيل خيار عديم الخبرة في نفوس أبنائنا سواء الشباب أو المراهقون.
وبيني وبينكم لغة شبابنا اليوم لغة تخوين وبحث عن ضمانات وعدم ثقة وهذا مؤشر خطير فكيف سيعطي أفضل ما لديه ان كان الشعور بعدم الأمان يلاحقه كل يوم في وظيفته؟
فرددت عليه:
ألا تلاحظ أنك حرقت مراحل التجارب وإيجاد نفسك في نطاقها الصحيح الذي تكون ناجحة وفعالة فيه، لماذا تختصر الطريق؟ من الجميل أن يكون لديك عملك الخاص ولكن لابد أن تؤسس رأس المال وتعرف ما أنت ناجح فيه ليكون فعلا ضمانا واستقرارا فتجربة الاحتكاك بكل المراحل الوظيفية ستصنع منك إنسانا واعيا بخياراته وخبراته.
أحلام شبابنا اليوم تتطلع لإيجاد حل سريع لتفادي أي تجربة وفرص العمل أيضا تحجم طاقاتهم وتجعلها مجرد تكرار لما لا يعود على الإنسان سوى بقراءة الجرايد والانشغال بالهاتف.
لم يعد هناك أي تأسيس لبذرة الإبداع في نفسية الموظف والتحفيز، فالكثير ينظر إلى أن فيتامينات واو وياء وهاء هي المترئسة لعجلة الترقيات وأي تقدم في المجال الوظيفي، لذلك طمر الإبداع في محله ولماذا يتميز بما يقدمه؟!
لابد أن تقوم مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة برعاية المبدعين وإقامة تحفيز لاكتشاف ما يتميز فيه شبابنا بجميع المجالات، فتبني هذا النوع من الثروات خيره مستمر لا ينقطع.
فطاقة الشباب هي مصدر الثروة الوحيد ولن يضيع أي استثمار فيها بل على العكس ستعطيك أضعاف ما تعطيها.
كلمة من القلب: لا يوجد قاعدة للنجاح، الكل سيصنع قاعدته التي تتماشى وتتناسب مع قواه، طموحنا لان نعيش حياة الآخرين قد يثنينا عن الهدف الذي نريد.

تعليقات

اكتب تعليقك