#جريدة_الآن خالد الطراح يكتب : مخاطر الانغلاق الديني!

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 669 مشاهدات 0


القبس
لا يمكن للغلو وما ينتج عنه من انحراف في المفاهيم والسلوك أيضا ان ينتشر من دون ان تكون هناك نوافذ متخصصة لخطاب ديني متشدّد في منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك في الاعلام التقليدي؛ فالخطاب الموجه الذي تقوده وزارة الاوقاف لا يحمل تحديثا بسبب الانتقائية بالعمل ضمن اطار وزاري ضيّق.
ذكر ممثل وزارة الاوقاف وليد العمار، الوكيل المساعد للتطوير والتخطيط، امام مؤتمر الـ 29 للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية الذي عقد في مصر أخيرا (القبس 21 يناير 2019) «أن الخطاب الديني يُتهم في الاونة الاخيرة بأنه يغذي العنف والتطرف ويميل الى الغلو والتنطع».
المعضلة الاساسية في الخطاب الديني لوزارة الاوقاف هو في عدم وضوح الرؤية والتغيير المستمر في النهج والأهداف، فمع كل تغيير وزاري يتأثر الخطاب الديني بحسب توجهات الوزير وبعض قيادات الوزارة ايضا.
فقد شهدت وزارة الاوقاف جملة من المتغيّرات، قليل منها ايجابي، وكثير منها سلبي، نتيجة عدم اشراك المجتمع بكل شرائحه وفئاته من فنانين وإعلاميين وأدباء ورسامين وغيرهم من المؤثرين في صياغة الرأي العام، حيث تعتمد الوزارة على محيطها وشخصيات معينة بشكل انتقائي يقرب مجموعة معينة بينما يتم اقصاء مجاميع اخرى، خصوصا ممن لهم رأي مستنير يختلف تماما عن مضمون خطاب وزارة الأوقاف في ما يقتضي «التجديد» في الخطاب الديني، كما اشار له ممثل «الاوقاف» اشراك المجتمع ومؤسساته المدنية من دون اي استثناء وهو، للأسف، منهج تسير عليه «الاوقاف» منذ سنوات، حتى اصبح الخطاب الديني بعيدا عن التجديد، في حين تستمر عواصف الغلو في معظم مصليات «الكيربي» والأنشطة الدينية لبعض الدعاة والخطباء أيضا بشكل علني.
خير مثال، مؤتمر الوسطية الاول في لندن الذي لم يحضره ممثل كنسية واحد او جمهور اجنبي، بينما حضرت بكثافة جماعات مركز الوسطية الكويتي!
اليوم، حتى بعد التغيير الذي شهده مركز الوسطية وما يبشر فيه رئيس المركز عبدالله الشريكة عن تعزيز الوسطية الخارجية ومشاركته في اميركا ضمن فعاليات «اصوات ضد داعش»، لم تنتشر اعلاميا ما تم خلال جولة الشريكة في الولايات المتحدة الامريكية بينما ورد على لسانه («كونا» 5 يوليو 2017) عن «ان اختياره كمواطن كويتي يعد انجازا جديدا» في وقت غابت الاخبار عمّا تمخّضت عنه تلك الجولة!
شهدت وزارة الاوقاف هيكلاً تنظيمياً جديداً خلال تولّي الوزير فهد العفاسي حقيبة «الاوقاف»، لكننا لا نعرف حتى اليوم آليات ومنهجية ما تحدث عنه العفاسي عن «توحيد الخطاب الديني»!
ان انغلاق وزارة الاوقاف على نفسها، ومحيط انتقائي، لن يغيّر في خطابها وتحرّكها ضد الغلو والإرهاب الجسدي والفكري، وسيستمر سيناريو «بروز نسخ فكرية ارهابية جديدة»، على حد تعبير ممثل «الأوقاف» وليد العمار.

تعليقات

اكتب تعليقك