#جريدة_الآن د. حسن عبدالله جوهر يكتب: ضريبة وزير المالية!

زاوية الكتاب

كتب د. حسن جوهر 741 مشاهدات 0


الجريدة:

فتاة كويتية في مقتبل العمر أبدعت وتألقت وأفحمت تصريح الأخ وزير المالية حول فرض الضريبة على الكويتيين بعبارات واثقة ومنطقية تلامس مشاعر جميع المواطنين، ولروعة ما ذكرته بنت الكويت أجد لزاماً اقتباس كلماتها على النحو التالي: "خرج وزير المالية بتصريح استثنائي وهو أن كل العرب والخليجيين يسألونه متى تفرضون ضريبة على الكويتيين، وهو طبعاً أمر وشأن داخلي، ولكن الظاهر أن الوزير له رأي ثاني، ويحسسنا الوزير أن العرب واقفين وراء باب مكتبه ناطرين هذا القرار التاريخي، مع أن الوزير نفسه ما يقدر يجاوبنا على سؤال الشعب: متى الشوارع توقّف تفلعنا؟ ومتى الحكومة تسوّي لنا مشاريع تذكر من تعليم وصحة وإسكان؟ ومتى يقدرون يقدمون خدمات أوادم؟ ومتى نشوف هالتنمية وخططكم اللي نسمع فيها وما نشوفها؟ العرب ما اسألوك متى يتم محاسبة الفاسدين وسراق المال العام؟ وماكو عربي قال لكم إن حتى مشروع العمالة المنزلية فشلتوا فيه؟ شنو الخدمات والإنجازات اللي قاعد تقدمونها للشعب علشان تفرضون عليه ضريبة؟ معقولة ماكو عربي قال لكم متى ترحمون الشعب من معاناه وجودكم في الحكومة؟".

هذا الرد هو المختصر المفيد، وبلسان شعبي تلقائي على تصريحات السيد الوزير التي استفزت الناس كموضوع غير مناسب وتوقيت في منتهى السوء، ومن موقف حكومي في أقصى درجات البؤس والفشل، وبالإضافة إلى ذلك فقد تعدى معاليه بقصد أو دون قصد على سيادة بلده، وتحوّل إلى مرسال لنقل تصريحات مسؤولي الدول الأخرى إلينا، ويذكرني هذا النوع من التدخل الخارجي بما قاله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بعيد التحرير لرئيس الولايات المتحدة الأميركية التي كانت بلاده القوة الرئيسة الأولى في معركة عاصفة الصحراء التي طردت القوات العراقية الغازية من أرض الكويت، فعندما طلب الرئيس بيل كلينتون من سموه التطبيع مع الكيان الصهيوني، أجاب رحمه الله بأن لديه نظاما ديمقراطيا والكلمة الفصل هي للشعب الكويتي وممثليه في مجلس الأمة.

مشكلتنا في الكويت أن الوزراء في كثير من الحالات لا يرون أنفسهم رجال دولة، وضعهم الدستور على سلطة اتخاذ القرار بقدر ما يعتبرون أنفسهم موظفين "هاي كلاس" يمتثلون للأوامر، وهذه المرة للإملاءات الخارجية، وحري بالوزراء إذا كانت لديهم قناعاتهم بفرض الضريبة أو غيرها من السياسات ولا يستطيعون تطبيقها أن يشتروا مصداقيتهم ويرحلوا عن الحكومة بدلاً من الاستمرار بارتداء بشت الوجاهة وهم لا يهشون ولا ينشون.

وبعيداً عن التبريرات الواقعية وحالة الفشل العام في إدارة شؤون البلاد والعباد والإجماع الشعبي على عدم أهلية الحكومة في تقديم الحلول لأبسط المشاكل والوقوف موقف المتفرج على المشاريع المنجزة دون القدرة على تشغيلها أو معالجة حتى إسفلت الشوارع، نسأل الأخ الكريم وزير المالية بخبرته الأكاديمية في مجال المالية العامة عن فلسفة مفهوم الضريبة، المتمثلة بقاعدة "لا ضريبة دون تمثيل سياسي"، فهل عند الوزراء إيمان أو تطبيق حقيقي بالتمثيل السياسي؟ وهل تولوا مناصبهم الحكومية عبر التمثيل السياسي الشعبي حتى يفرضوا الضريبة على هذا الشعب؟ ولتحمد الحكومة ربها ليل نهار أنها جاثمة على صدور شعب مثل الشعب الكويتي!

تعليقات

اكتب تعليقك