#جريدة_الآن صلاح الساير يكتب: الرذيلة الفاضلة!
زاوية الكتابكتب صلاح الساير فبراير 11, 2019, 11:05 م 685 مشاهدات 0
الأنباء:
صحيح أن الحروب تدمر المعمورة وتحصد أرواح البشر وتلوث البيئة وتعطل التنمية وتستنزف اقتصاد الدول، غير أن للحروب من ناحية أخرى فوائد جمة.
فالعديد من المخترعات الحديثة التي ننعم بها ولدت بفضل دعم المؤسسات العسكرية ورغبتها في خوض الحروب وتحقيق الانتصار على الأعداء.
فالمركبات التي تغزو الفضاء اليوم تدين بالفضل إلى الحروب التي أججت رغبة الإنسان في التراشق بالصواريخ بعد أن كان يفعل ذلك بالمنجنيق.
وخشية أميركا من تداعيات الحرب النووية أوجدت الشبكة العنكبوتية.
والجيش الأميركي هو الذي دعم «الاخوين رايت» في تجارب الطيران، لا الكونغرس أو الكنيسة أو هوليوود!
***
بفضل الحرب يتقدم السلام ويزدهر وتحصد البشرية منافع السلام.
فالدماء التي تراق على الجبهات ضريبة يدفعها البشر في مسيرتهم على سطح هذا الكوكب. والشعب الذي ليس لديه عدو عليه أن يخترع واحدا.
فالأعداء أهم من العلم الوطني أو العملة الوطنية.
الأعداء ضرورة لأنهم يوحدون الأمة ويسرعون عملية البناء ويحفزون الروح الوطنية.
وأشير إلى أن القنبلات اليابانيات التي سقطت على (بيرل هاربر) عززت روح الاتحاد في أميركا. فالطمأنينة والقوة يولدان من الخوف الذي لولاه لما حازت إسرائيل الصغيرة على قوتها الكبيرة و(انتصر الستة على الستين).
***
مثلما الموت شريعة الحياة. فالحروب كذلك ناموسها منذ قتال قابيل وهابيل.
ولولا أفضال الحرب المرذولة و(ضرب الحديد) لهيمنت النازية على البشر وتزايدت القسوة والعنف وفقدت الحياة طعمها الحلو.
والحروب تكون حتمية في بعض الأحايين ولا مفر من خوضها.
مثلما يفعل اليوم أسود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بهدف تحريره من قبضة الحوثي الذي أصبح يهدد استقرار دول مجلس التعاون الخليجي، فأضحى الناس (كلهم كلمة في فم الوطن) حسب قول شاعر الكويت الراحل عبدالله العتيبي.
ولسان حال الجميع يردد ما قاله عمرو بن معد يكرب (نازلت كبشهم ولم أر من نزال الكبش بدا).
تعليقات