#جريدة_الآن زايد الزيد يكتب: التأمين الصحي.. دخل كبير بلا جدوى!
زاوية الكتابكتب زايد الزيد فبراير 6, 2019, 11:49 م 851 مشاهدات 0
النهار:
أعلنت وزارة الصحة قبل أيام عن أن المبلغ الذي تحصلته الحكومة من الوافدين نظير رسوم التأمين الصحي بلغ 176 مليون دينار كويتي خلال سنتين فقط وهو مبلغ جيد ولا بأس به بالنسبة لدولة ريعية يفترض أن تقدم فيها الخدمات الصحية بالمجان للجميع.
ما لفت نظري ، هو المقارنة بين هذا المبلغ وبين الدعاوى الجارية للتضييق على الخدمات الصحية المقدمة للوافدين وقرارات زيادات الرسوم المبالغ فيها داخل المستشفيات الحكومية، إلى درجة جعلت بعض الوافدين البسطاء من عمال النظافة والبناء - الذين يتقاضون أدنى معدلات الأجور على الإطلاق جعلتهم يحجمون عن العلاج ويفضلون معالجة أنفسهم بطرق غير صحية وفق شهادات الكثير من الأطباء، حتى أن أحد هؤلاء المساكين رفض إجراء عملية ما خوفاً من دفع رسومها الباهظة ليخرج على كفالته الشخصية ويصاب بعدها بمرض عضال.
ونحن لا نريد إنكار جهود الدولة في تقديمها طوال سنوات لخدمات صحية ممتازة لجميع من يقيم على هذه الأرض، لكننا في الوقت ذاته نؤكد على آدمية الوافد وعلى تذكير بعض الناس بأن الخدمات الصحية التي تقدمها الدولة للوافدين قد دفعوا ثمنها من رسوم التأمين الصحي، وأن عملية زيادة الرسوم رغم وجود التأمين الصحي هي عملية مضرة بالقطاع الصحي وبالتنمية في الدولة لأن الوافد الذي لا يأمن على صحته وعلاجه لا يمكن له أن يؤدي عمله بالوجه الأمثل .
ونحن ندعو وزارة الصحة إلى استغلال هذه المبالغ والرسوم المدفوعة في التأمين الصحي لتأسيس مستشفيات خاصة للوافدين على أعلى مستوى، وجعل القطاع الخاص مشغلًا لها، مع وجود رقابة صارمة جداً حتى نضمن عدم تلاعب الشركات الصحية الجشعة بصحة الوافدين، وبذلك تتحقق غايات الدولة كاملة، وهي تقديم خدمات صحية ممتازة للوافدين بدون دفعهم لمبالغ تزيد عما دفعوه للتأمين الصحي، وجني الدولة للأموال عبر فرض ضريبة على الشركات المشغلة لهذه المستشفيات وتوفير فرص استثمارية جديدة للمواطنين وفرص عمل لهم، ما يسهم بتخفيف الحمل عن ميزانية الرواتب الحكومية التي تتضخم بشكل سنوي.
ختاماً، لا يوجد شخص عاقل ومخلص لوطنه لا يريد لمواطنيه أن يحصلوا على خدمات صحية ممتازة، لكن في طريقنا للبحث عن تحسين الخدمات الصحية وجودة القطاع الصحي يجب ألا ننسى أننا نعيش مع أكثر من 3 ملايين وافد يخدمون هذه البلاد ويسهمون بدفع عجلة التنمية فيها، ويجب ألا يأتي تحسين الخدمات الصحية على ظهور هؤلاء لأنه من حيث المبدأ أمر غير إنساني وأخلاقي ، ومن حيث المصلحة يضرنا على المديين المتوسط والبعيد.
تعليقات