#جريدة_الآن علي محمود خاجه يكتب: إفلاس!
زاوية الكتابكتب علي محمود خاجه فبراير 6, 2019, 11:16 م 1008 مشاهدات 0
الجريدة:
طموح بعض أبناء الأسرة في تراتبية الحكم يجعلهم يحاولون بكل الصور المشروعة وغير المشروعة ترك بصمتهم على الواقع السياسي، فنجدهم يفتعلون الأزمات السياسية أحيانا، ويدفعون من أموال الدولة في أحيان أخرى، ويلفقون الأكاذيب أو يشوهون صورة الخصوم أو المنافسين لهم، وقد مورست مثل هذه الأمور من أكثر من شخصية من الأسرة.
كنت وما زلت أؤمن كأي متابع واقعي للشأن السياسي الكويتي بأن حجم التدخل من الطامحين من أبناء الأسرة للوجود في تراتبية الحكم في الكويت، أقول بأن حجم تدخلهم في الشأن السياسي وتحديدا من خلال البرلمان كبير ومؤثر بشكل سخيف على العملية السياسية في الكويت.
فطموحهم في تراتبية الحكم يجعلهم يحاولون بكل الصور المشروعة وغير المشروعة ترك بصمتهم على الواقع السياسي، فنجدهم يفتعلون الأزمات السياسية أحيانا، ويدفعون من أموال الدولة في أحيان أخرى، ويلفقون الأكاذيب أو يشوهون صورة الخصوم أو المنافسين لهم، وقد مورست مثل هذه الأمور من أكثر من شخصية من الأسرة في السنوات العشر الأخيرة، وهو ما أدخل البلاد والناس في أزمات بل كوارث عادت على الكويت وعلى الناس أيضا بمضار كبيرة ترقى إلى أن تكون مصائب، شردت أسراً وهدمت أركان منازلهم، كل هذا لضمان البقاء في تراتبية الحكم.
هؤلاء ما زالوا يحاولون جاهدين لممارسة الأساليب السيئة نفسها لإبراز أنفسهم، ولن يتوقفوا طبعا عن ذلك إلا أن هناك مؤشرات إيجابية في خضم هذا السوء الذي هم عليه، تلك المؤشرات هي ما نتابعه من مسرحيات بعض النواب في المجلس الحالي، والتي لم تتوقف منذ انتكاستهم الكبيرة بفوز رئيس مجلس الأمة بمقعده وبفارق هائل عن أقرب منافسيه، بل إنها بدأت في موسم الانتخابات من قبل أحد أفراد الأسرة الذي لا يزال ينازع أملا في الحضور بالصورة رغم الهزائم المتتالية التي اعتاد عليها أصلا منذ توليه المناصب الرسمية في مختلف المجالات.
المؤشر الإيجابي الذي أتحدث عنه هو زوال الغالبية العظمى من أتباعه داخل المجلس، بل إن صح التعبير فإن حتى من يميلون إليه باتوا يخجلون من أفعاله، ولم يعودوا قادرين على الوقوف بجانبه علنا، كما كان يحدث سابقا أو أن يكونوا صوته الصريح داخل المجلس، كما كان متحققاً له في الماضي القريب.
لم يتبق له سوى اثنين من الأتباع المستعدين بأن يقادوا ١٠٠ في المئة من قبله بعكس الأتباع القلائل الآخرين ممن لا يستطيعون مساندته دائما، أما بالنسبة إلى الاثنين اللذين لم يتبق لهما من رصيد الأخلاقيات السياسية شيء، فهما ما زالا صامدين في التبعية بشكل أوصلهم إلى محاولة تسجيل حتى صراخهم المفتعل لإرضاء عرّابهم، والإيجابية لا أقصد فيها أن عدد أتباعه قل داخل البرلمان فحسب، بل إنه بجانب ذلك وصل إلى مرحلة ألا أتباع له سوى من تكتشف تناقضاتهم بأسهل وأسرع الطرق الممكنة التي تجعل مصداقيتهم إن وجدت لا تدوم أكثر من ساعات قليلة، وأصداء مواقفهم الموجهة لا تبقى في ذهن أحد، ولا تمكّن أحداً أصلا من الدفاع عنهم حتى إن رغب بعض الناس في ذلك.
هنا تكمن الإيجابية في الموضوع، وهي أن هذا العنصر قد قارب على الزوال تماماً، فلا صوت له ولا أثر، والفال للبقية.
تعليقات