#جريدة_الآن محمد الدجيني يكتب: «الصحة» في غرفة الإنعاش!
زاوية الكتابكتب محمد الدجيني فبراير 4, 2019, 11 م 748 مشاهدات 0
الأنباء:
مع كل وزير جديد لوزارة الصحة، وكلما سمعنا تصريحات قياديي هذه الوزارة المهمة، شعرنا بأننا على موعد قريب جدا لحل مشكلات انتظار المواعيد، وحصول كل مريض على الوقت الكافي والاهتمام المناسب في الفحص والتشخيص الدقيق لما يعانيه من متاعب، ونيل الرعاية الكاملة حتى يتماثل بإذن الله للشفاء.
عشنا سنوات طويلة مع أحلام انتظار المستشفيات الجديدة، والخدمات الصحية المميزة التي ـ بحسب تصريحاتهم ـ لن تقل بأي حال من الأحوال عما نشاهده في الدول العريقة والمتقدمة، وهي بالطبع أحلام واقعية، تعززها الأخبار المتتالية عن قيام حكومتنا الموقرة بإنشاء مشاريع صحية ضخمة في الكثير من دول العالم.
لكننا ما نلبث نستيقظ من هذا الوهم على كابوس مفزع، فما أن تصاب بوعكة صحية أنت أو أي شخص من الأسرة تجد نفسك أمام الحقيقة المرة، فأعداد الانتظار أمام العيادات تفوق في بعض الأحيان الرقم 100، ورغم آلامك تجد نفسك مرغما على الانتظار 70 أو 80 مريضا يسبقون دورك، أمام عيادتين أو ثلاث فقط، يتواجد فيهما طبيبان أو ثلاثة.
وهذا الازدحام ليس أمرا عارضا أو عابرا، بل واقع متكرر في كل يوم وفي كل وقت، بصورة تبعث على الأسى وتدعو للحزن، هل نحن حقا في الكويت؟! هل هؤلاء المرضى الذين يفترشون الأرض أمام العيادات يعيشون على هذه الأرض الطيبة؟! هل يكفي طبيبان أو ثلاثة لفحص كل هذه الأعداد من المرضى ومنح كل منهم وقته الكافي للفحص والتشخيص والتوعية؟!
أين مسؤولو «الصحة» من هذه الصورة القاتمة؟! هل يرضيهم أن تصل «الواسطة» إلى البحث عن فرصة للدخول مبكرا للطبيب والفوز بـ «سرير» للعلاج بدلا من تلقيه وقوفا في الممرات والنوم على الأرض لعدم توافر الغرف؟! هل وزارتنا عاجزة عن تعيين أكثر من 6 أو 7 أطباء للنوبة الواحدة، وتوفير عدد كاف من غرف الفحص؟!
هل نظل ننتظر أعواما للمشاريع الجديدة ونترك الجيل الحالي ليفتك به الألم وتقضي عليه الحسرة وهو يرى خيرات بلده تذهب إلى الخارج بينما هو يعاني المرار؟!
هل قياديو الصحة غافلون عما يعانيه الأطباء من ضغوط أمام هذه الأعداد الكبيرة من المرضى في مقابل قلة الأطباء والأسرة والأجهزة والأخصائيين، ألا تعد هذه الضغوط من أهم أسباب وقوع الأخطاء الطبية والتي قد تكون كارثية أحيانا؟!
لا شك أن جولة بسيطة لأي مسؤول على مستشفيات «الصحة» كفيلة بالوقوف على هذه الصورة الصادمة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن عاجزون عن إيجاد الحلول، أم أن تضخيم هذه المشكلة أمر مقصود لخدمة المستشفيات الخاصة ودعم المتنفذين على حساب المواطن المسكين؟!
هناك حلول كثيرة وبسيطة لاحتواء الأزمة بدلا من انتظار المستشفيات الجديدة لسنوات طويلة، كما يحدث مع انتظار الجامعات والمدن السكنية وغيرها من القضايا المعلقة، فصحة المواطنين لا تقبل العبث.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
تعليقات