#جريدة_الآن مطلق القراوي يكتب : الربيع الكويتي.. وقفة تأمل

زاوية الكتاب

كتب الآن - الأنباء 722 مشاهدات 0


الأنباء
قبل بضعة أيام حضرت جنازة أحد الأصدقاء- رحمة الله عليه- وبعد أن انتهيت أخذت جولة بين القبور أدعو لهم فيها، ومما أثار دهشتي أن النباتات البرية تكاد تغطي القبور وترتفع اكثر من نصف متر وهذا بحد ذاته نادرا ما نراه.
ازدهرت الكويت ولبست حلة جديدة هذا العام فسالت السيول واخضرت السهول فعمّ الخير وابتهج الحامل والمحمول بهذه النعم العظيمة وهذا الفضل الكبير من الله الجواد الكريم.
الكويت بلد المحبة والخير هي كويت العطاء سواء في مثل هذا الربيع أو حتى في الجدب.. أصولها ثابتة وقيمها سامية وأخلاق أهلها تدور بين المحبة والتسامح والخيرية والاعتدال، استمدت هذه القيم من دينها القويم وهدي رسولها العظيم صلى الله عليه وسلم، فمنذ نشأتها وهي على هذا الطريق متكاتفة، حاكما ومحكوما، غنيا وفقيرا، قويا وضعيفا، في سبيل ترسيخ أصول هذا البلد العظيم.
الشواهد كثيرة فمنذ معاهدة الحماية ومواجهة الاختلافات بالحوار الهادي والبناء إلى الوقوف صفا واحدا أمام الغزو الغاشم كأنهم رجل واحد، كذلك الدور الكبير الذي تقوم به الحكومة وممثلو الشعب في التشريع والرقابة دون آثار سلبية ومشاكل مدمرة.
لذا فإن هذا الربيع والازدهار إنما هو نظرة تأملية في صفة من صفات الشعب الكويتي الذي إن ازدهر فهو شعب ذو قيم صادقة وثابتة.
مصطلح الربيع لا يعني التغيير فقط إنما له معان كثيرة مباشرة وغير مباشرة وهذا الذي نعنيه في هذه الكلمات لتأكيد الدور الريادي لهذا البلد المعطاء وأهله الكرماء.
إن هذا النموذج حري أن تقتدي به الدول والأنظمة، فمما يثلج الصدر في تلاحم أبناء الكويت وخاصة هذه الأيام شعور أبنائه بالفرح والسرور بأعياد بلدهم.. فتجد «الأبناء» يقولون: بابا صباح، والأمير يكرر لشعبه: أنتم أبنائي فالكل للكويت.
إن هذه الصفة العظيمة التي حباها الله للكويت جاءت بسبب القيم السامية لشعبها والمستمدة من دينها وأخلاقها وحب أهلها للخير والعطاء وتأصيل العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
مبارك أعيادك يا كويت الخير وعساها دوم ربيع وهناء.

تعليقات

اكتب تعليقك