#جريدة_الآن حسن العيسى يكتب: الواجب المفروض في فضح قضايا الفساد
زاوية الكتابكتب حسن العيسى يناير 28, 2019, 11:16 م 813 مشاهدات 0
الأنباء:
قبل فترة أعطى وزير الداخلية الضوء الأخضر للتحقيق في جرائم مالية منسوبة لهذه الوزارة، وتم إحالة عدد من المتهمين للقضاء، أيضاً، وبعدها قام وزير الدفاع بتشكيل لجنة للتحقيق في صفقة "يوروفايتر"، بعد أن كثرت الأحاديث، سواء كانت إشاعات أو تمثل بعض الحقيقة، عن عمولات بأرقام فلكية في تلك الصفقة أخذت مجراها كي تبتلع في بطون أفراد معروفين باحتكارهم وتسيدهم لصفقات السلاح، في كلتا الحالتين الدولة تستفيد من فضح قضايا الفساد أياً كان الدافع وراء تحريكها وقلب صناديق قمامتها.
لكن هذه الاستفادة، التي تحققت لحكم القانون والعدالة، محدودة، فلا توجد، كمبدأ مستقر، قواعد تحكم ضمان الشفافية في عمل مؤسسات الدولة في قضايا الفساد خاصة، أو سير المرفق العام بصفة عامة، مع كل التقدير لديوان المحاسبة وجهاز "نزاهة" (حماية الأموال العامة)، فمثل تلك الإحالات ومعها إحالة وزارة الصحة قياديين سابقين للقضاء، معظمها يخضع لعشوائية الصدف أحياناً كرد فعل (ربما) على ضغوط إعلامية (وسائل التواصل الاجتماعي) أو نيابية محدودة بقدراتها، أو يأتي ذلك الفضح في أحايين أخرى لتصفية حسابات عند أقطاب الحكم.
ما العمل في مثل الحالة الثانية، وبغياب "المؤسسات" القوية الضامنة للشفافية وحكم القانون؟ هل نقول ما شأننا، وفخار يكسر بعضه، فليس لدينا تداول للسلطة، ولا أحزاب أو مؤسسات مجتمع مدني تراقب وتستطيع ممارسة حق فضح قضايا النهب المبرمج للمال العام؟! هل نقف بمثل ذلك الموقف السلبي السابق، طالما ظل الفرد مهمشاً في قضايا الحرية والرقابة؟ أبداً، الواجب يقتضي ألا نقول كما قال بنو إسرائيل لموسى: "فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".
يفترض بالقوى الواعية أن تقف وتساند أي تحرك إصلاحي، ولو كان محدوداً، يأتي من فرد أو أفراد في مؤسسة الحكم، أي من أحد الشيوخ، فمثل محاولات الإصلاح هذه تتم محاربتها بلا هوادة من تحالف مافيا الفساد التي هي ثرية بلا حدود، ولها جماعاتها في مؤسسة الحكم وفي معظم مفاصل الدولة، هذه المافيا تدفع بلا حساب من أبواب الرشا السياسية لشراء ضمائر وقيم الأفراد الضعفاء، الواجب يقتضي متابعة قضايا لجان التحقيق أو الإحالة للقضاء، وأين تقف وأين تنتهي، هل تنتهي بملف الحفظ أو ملفات النسيان، أم تقف عند تخوم مسؤولية فراش البلدية؟ المهم أن تتحرك تلك القوى الوطنية الواعية ولا تسير غير مبالية على خطى بني إسرائيل مع موسى.
تعليقات