انور الرشيد يشجع الساخطين على رابطة الادباء

زاوية الكتاب

كتب 486 مشاهدات 0


لنا حرية التعبير ولهم حرية الاختيار جميل ذلك الشعار الذي حملته ثلة طيبة من البراعم التي تفوح منها رائحة الإبداع، تحت حرارة بلغت خمسا وأربعين درجة، وقفوا بها متحدين منعهم من التعبير عن رأيهم في إبداعاتهم الأدبية، ومعبرين عن سخطهم من رابطة الأدباء الكويتية، التي رفضت أن يقفوا ساعة من الزمن، مع الأسف الشديد، محتجين بها على منعهم من الإبداع ومصادرة حقهم به، عندما وجهت لي دعوة للتضامن مع هؤلاء المبدعين الشباب لم يرد بخلدي أنني سوف اجلس أكثر من ساعة ونصف في جو وصلت فيه الحرارة إلى خمس وأربعين درجة، واعتقدت أنني لن أتحمل ضيم هذا الجو القاتل إلا أنني بعد لحظات من وصولي وجدت من هم أكثر حاجة مني إلى أن يكونوا في مكان بارد ترطبه الرياح الباردة ونسائمها الجميلة، وعندما نطقت عريف الحفل بأول كلمة لها، وهي المبدعة والروائية الرائعة الشابة التي تبشر بمستقبل مفعم بالتفاؤل ميس الغانم، سمرتني في مكاني ساعة ونصف الساعة، وشعرت بأن كل العرق الذي يتصبب من جسمي أصبح باردا، وأمدني بشعور لم اشعر به منذ زمن بعيد، إن الحال التي وصل إليها الإبداع في الكويت لم يعد ترفا أن نقول لنا حرية التعبير ولكم حرية الاختيار، نعم شعار جاء في محلة وفي وقته الذي يجب علينا أن نرفعه جميعا وليس تلك الثلة المبدعة التي قهرها وقتل إبداعها مراقب متخلف لا يفرق بين الضاد والظاء ولم يقرأ كتابا من قبل في حياته غير تلك التي يتصفحها كواجب ولم يتعلم لغة يفهم بها معاني العناوين، رقباء امضوا في رقابتهم على الإبداع سنين حتى توفاهم الله كما ذكر بعض الأخوة في حفل الاعتصام، رقباء لم يتعد تعليمهم المتوسط يمنع كتابا مبدعا من دكتور، رقباء يجيزون كتب الطبخ والمشعوذات والسحر، رقباء لا يرون ابعد من أرنبة انفهم ويمنعون أكثر مما يجيزون خوفا من عقاب أو خصم يقع عليهم في حالة الإيجاز ولسان حالهم يقول امنع تسلم، أما الجانب الآخر المقيت، والذي ينم عن تسلط وفوقية واختراق لكل القوانين والمواد الدستورية هي متطلبات يجب على أي مبدع مؤلف أن يتبعها، أولها تقديم كتاب خطي بالإجازة لمؤلفه وينتظر حتى يقول المتخلف الرقيب كلمته به ويذكرني هذا بمحاكمة جاليليو وقد يجيز وقد يرفض، وإن رفض لا يعطي أي سبب مقنع للرفض غير الديباجة المعهودة، كالمساس بالعادات والتقاليد، أو التعدي على ثوابتنا، وإن سألته أين الجزئية التي تمس عاداتنا وتقاليدنا وما هي ثوابتنا، يضيع وينزوي في ركن مظلم من الجهل، والطامة الكبرى عندما تطلب منه أن يعطيك سبب المنع بكتاب رسمي، كما تقدمت له بكتاب رسمي، هذا هو وضعنا الحالي، ومن المتوقع أن يستمر فترة طويلة يختفي بها الإبداع وينزوي في ركن، إلى أن يأتي اليوم الذي تكتشف فيه الأجيال القادمة أن في هذا الوقت قتل به الإبداع وتفرد به الجهلاء، وأقول ليوسف وميس وهبة: نحن معكم وسوف نقف مرة أخرى حتى وإن كان في عز ظهيرة شهر يوليو ولن نتردد وسوف نقهر الجهلاء ونؤيد الإبداع ولنا حرية التعبير كما في المادة الدستورية 36 ولهم حرية الاختيار ونقول لهم لا تقرأوا ما نكتبه وهذا حقكم وخلكم في جهلكم ولكن ليس من حقكم تجهيلنا وقتل إبداعنا انور الرشيد
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك