#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن : زمن استهانة الناس بالمحرمات!
زاوية الكتابكتب يوسف عبد الرحمن يناير 27, 2019, 12:40 ص 725 مشاهدات 0
الأنباء
كل المحرمات صارت اليوم من المباحات.. بالله كيف؟ ومَن المسؤول؟!
كنت أجلس في أحد دواوين الكويت العامرة عندما بادرني صديق من الرعيل الأول المخضرمين أمثالي بطلب ضرورة الكتابة عن «المحرمات» كي يعلمها ويعرفها هذا الجيل الذي لا يقرأ إلا ما يعجبه، ومع تطور التعليم كان هناك في البداية «اهتمام» بهذه المحرمات، أما اليوم، فالبيت غائب أصلا، والمدرسة لا تقوم بهذا الدور، ولا المساجد، اللهم إلا مرورا عابرا!
قلت لصاحبي: أتفق معك فيما ذكرته عن التعليم بأنواعه، لكن المساجد، فوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقوم بهذا الأمر في خُطب الجمعة، وفي جداول محاضرات المشايخ والأئمة، وهو دور «مشكور» ولا شك.
فواضح أنه علينا، اليوم، أن نذكّر بالفرائض التي لا يجوز تضييعها، وهي تذكر في المدارس وكل أركان المجتمع، لكن الخطورة في «المحرمات»، وهذه تحتاج إلى تذكير وعمل مشترك وتوافق، لأنها حدود الله.
الله عزّ وجلّ يقول: (تلك حدود الله فلا تقربوها - البقرة: 187).
وقد هدد الله تبارك وتعالى مَنْ يتعدى حدوده وينتهك حرماته في كتابه المبين: (ومن يعص الله ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين - النساء: 14).
أعرف أن هناك مَنْ يقرأ هذه «الزاوية» اليوم وقد يتأفف ويتضجّر ويقول: بس دوختونا، كل شيء عندكم حرام!
ما تعرفون إلا الحرام؟! الدين يُسر والله غفور رحيم.
إن الضابط بين هذا كله قوله تعالى: (ويحلّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث - الأعراف: 157).
قاعدة شرعية معروفة، فالطّيب حلال والخبيث حرام!
إن التحليل والتحريم حق الله وحده على البشر، والذي يسمح له بالتعليق والتشريع هو «العالم» العارف بالكتاب والسُنّة.
إن كثيرا من الشباب اليوم إذا ذكِّر بالدِّين ضاقت نفسه بالأحكام الشرعية، وبعضهم للأسف ارتد وكفر!
حجة باطلة يرددونها في كل زمان وعصر: «الدين يُسر»!
وهذه حسب «خريطتهم المزاجية» في أخذ الرخص وتطويعها حسب المزاج والمذاق ولا حول ولا قوة إلا بالله!
٭ ومضة: يجب أن يعلم كل مسلم موحّد أن بعض المحرمات كبائر، والناس اليوم صارت للأسف ممن ضاقت عليهم أنفسهم خاصة «مع قلة فقههم في الشريعة»، يريدون التعدي بحجة رفضهم للأحكام الشرعية، وكثير منهم يعلن أن الشريعة اليوم لا تصلح لهذا الزمن!
وهناك فئة صارت تُحلل ما حرم الله وتُحرّم ما أحلّه الله!
زاد الشرك بالله، والذبح لغير الله، وصار السحر والعرافة مهنة!
سيطر الاعتقاد في الناس بأن مصائرهم وأرزاقهم بيد الكواكب والنجوم و«كت الفال»! أي التبصير والعرافة.
العبادات صارت رياء، والربا على المكشوف واستهانة بالمحرم، و«الدياثة» من الإتيكيت!
زاد بيع النجش!
أتعلمون ما بيع النجش؟!
أي الزيادة في أسعار السلع فلكيا، والرسول صلى الله عليه وسلم يحذرنا: لا تناجشوا.. لأن هذا نوع من الخداع والمكر والخديعة.
اذهبوا إلى «الحراجات والمزادات والمعارض» إنه الخداع المؤصل اليوم على عينك يا تاجر..! إنه السحت وعدم بركة المتاجرة.
الرشوة زادت باسم الهدية، وظلم خلق كبير من «العمال» في كثير من الشركات التي تأكل ثلثي مكافآتهم، وبعضهم يؤخّر هذه المكافآت إلى عدة شهور!
أصبح سماع المعازف والموسيقى «تحضُّراً» وشرب الخمور «روحانية»!
المال الحرام والفساد مفردات أصبحت رائجة ليس لها سقف أو حدّ.
وتشبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال (جنوس - بويات) شعور وملابس وإكسسوارات!
وتقليد أعمى لكل ما هو أجنبي في المثليين - الهلاويين و.. و.. و..!
٭ آخر الكلام: في أحد المولات الكبيرة كنت ذاهبا إلى أحد «الحمامات»، أجلَّكم الله، وإذا بشاب يدخل ويخرج في ثوان!
فما كان مني إلا أن كلمته وقلت له مباشرة: واضح أنك ما قمت بالاستتار من البول؟!
فقال: شنو يعني؟
قلت: البول نجس فعليك أن تزيل هذه «النجاسة» بالماء.
فضحك وقال: شدراك ما سويتها؟!
قلت: يا ابني أنا راسي تكسرت عليه (العنقيشة)!
عليك أن «تغسل» بالماء قبل وبعد.. طبعا مفهوم، ضحك وغادر خَجِلا!
لو في بيت يؤدب ويعلم ومدرسة.. لعرف هذا أحكام الاستنجاء!
٭ زبدة الحچي: قضية أخيرة أطرحها على قارئي الكريم وهي قضية «هجر المسلم فوق ثلاثة أيام دون سبب شرعي»!
هذا من خطوات الشيطان «تزاعلت» مع أحد في بيتك أو خارجه، مع صديق، موظف، جار، لابد من المصافحة وقبول الاعتذار.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
قرائي الكرام: أسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى أن يقسم لنا من خشيته ما يحول بيننا وبين معاصيه.
المحرمات كثيرة.. حاولت أن أختصرها لكم في هذه المساحة.. لعلنا جميعا نتوقى المفاسد وهي كثيرة، وديدننا النصح والتذكير، لأن العصمة لله.
في أمان الله.
تعليقات