#جريدة_الآن - غازي العتيبي يكتب: الجهل أخطر سلاح تضرب به وحدة بلادنا

زاوية الكتاب

كتب د. غازي العتيبي 801 مشاهدات 0


الأنباء:

بالبداية خلونا نعرف أصل الحكاية ومن بدأ واشتكى وعلى لسان من سمعناها أول مرة في ظل الظروف التي يمر بها الوطن العربي نجد منصات حوار لكل من هبّ ودبّ يعطي رأيه، فتجد المتعصب والمتشدد والذي ينسخ ويلصق والذي يبصق بوجه كل تغيير ونحن ضعنا بالتأكيد، فحين اختلط الصحيح بالسقيم نتج عنه ما يسمى بالصريم: أفكار مكدسة لا عدّ لها تجد نفسك ضائعا بينها.

يا سادة يا كرام زبدة الحجي أن الاستبداد الفكري أصبح يطال الناس فتجدهم تبرمجوا على معنى معين يقرون فيه دون فهم لمعانيه وهذا الاستبداد شرّ لابدّ منه مع تطور منصات الحوار والتعبير عن الرأي أصبح هناك تداخل كبير بين رأيك وسوء ظنك، موقفك العام والشخصي حتى يصبحا حرفا واحدا مشددا.

فلن يشفع لك بينهم سوى ان تكون نسخة مصغرة من هؤلاء المتنمرين إلكترونيا ومعنويا وفكريا، فلو كتبت تغريدة تريد فيها الصلاح والسلام لدول الخليج نعتوك بالازدواجي وفسروا دعوتك لنهج ينافي مقاصدك، ولو كتبت عن احترام الاختلاف وتهنئة الغير بأعيادهم صدروا لك التحريم وألغوا حدود الجيرة والإنسانية وربما اتهموك بأنك تريد نزع أخلاقنا، ولو نظرت لأخلاقهم لرأيت قشرة سطحية تكتب دعوات وترسل مقاطع فيديو عن الحلال والحرام وهي تغتاب هذا وتقطع فروة ذاك وتبخس حق الأجير وتدعو للفتنة بين الجميع.

والأدهى والأمر انهم يجعلون الدين عباءة والدين بريء.

عمر التمييز والتفرقة ما كانت مقياس لصلاح الفرد أو فساده بل على العكس، كلما اعتمدتها أصبحت قابلا للتراجع عما تفعل من صحيح وستزيد نسبة المغالاة في الشيء على حساب دينك ونفسك.

فتجد المؤججين للفتنة يدعون للصلاح عبر نشر سموم أفكارهم وينادون بالفضيلة في جوف ألفاظ يتعدون بها على الآخر وكأن لهم كامل الحق في ذلك.

بالطبع، فإن نمطية الصورة جعلتها مكسورة فنحن رسخ بنا أن التقوى تعني شكلا ملتزما، لذلك أصبحنا لا نرى حرجا فيما يقوله شخص ملتحٍ، بل نجد له ألف عذر ومخرج لنبرر له.

اعتمدنا على الظاهر فقط فضاعت المخابر.

لو خرجنا يوما من تأثير ذلك سنعرف ان الصلاح صلاح قلوب، فإذا صلح القلب صلح العمل كله، من صلح صلح لنفسه ومن فسد فعليها.

تبنى الأمم على قول الحق دون تمييز ويستمر فيها العدل بالاقتداء دون تكليف.

حفظ الله وطننا وبلاد الخليج من شر كل جاهل، فالجهل أخطر سلاح من الممكن أن تضرب به الوحدة لأن صاحبه من الممكن أن يفعل أي شيء ليؤثر على غيره وأن يتخذ أي شكل ليجد بابا ومدخلا له بين الجميع.

تعليقات

اكتب تعليقك