#جريدة_الآن - حسن العيسى يكتب: لا تراهنوا عليهم أبداً.. فالسلطة لم تتغير ولن تتغير
زاوية الكتابكتب حسن العيسى يناير 23, 2019, 11:26 م 501 مشاهدات 0
الجريدة:
آسف، من تكرار مقولات مثل "نفضوا ايدكم... وهذا سيفوه... وانفخ يا شريم... والشق عود"... لكن هذا واقعنا وحالنا مع هذه السلطة، فهي لم تتغير ولن تتغير، ولابد من إعادة الأقوال السابقة كي ننتهي بقناعة "ماكو فايدة"، فالحالمون، الواهمون الذين يراهنون ويعلقون الآمال العريضة على إصلاح الأمور في السياسة والاقتصاد والإدارة وتصفيتها من أكوام الفساد واللامبالاة، نتمنى عليهم أن يشربوا حتى الثمالة من كأس فقدان الأمل والتشاؤم، فهم حين يقومون بهذا سيخرجون من دنيا أحلام اليقظة والسرحان وسيدخلون عالم الحقيقة المرة.
انسوا عشرات ومئات اللجان التي تخلق للتحقيق في شبهة فساد عقد أو صفقة ما، فنهايتها "تيش بريش"، ولا نعرف معنى لهذا المثل غير تصور أن التيش هو الحكومة (السلطة الثابتة) والريش هو هذا المجلس، إذن ما الحل؟! لا شيء غير تحفيز الرأي العام وتنويره بمخاطر سوء الإدارة وعجزها عن الإصلاح، وأن المشوار لزرع بذور الأمل في الغد سيكون من مهمة القلة من النخب الواعية، التي لا تعرف كيف "تصفصف الكلام" لأهل السلطة طمعاً في مركز وبشت ووجاهة، هي مهمة الواعين الذين يقرأون بعين متجردة ما يحدث في الداخل، والتغيرات المخيفة في الخارج، والتي ستنعكس نتائجها قريباً جداً على البلد، ثم هو واجب هؤلاء الواعين أن ينقلوا الصورة الحقيقية للناس المشغولين والغارقين في قضاياهم اليومية، فمثلاً نشرت الصحف أخبار الميزانية، وتعليق ونقد الاقتصاديين عليها، هذا الأمر يجب التوعية به، فالعجز المالي الآن يتراكم ليصل إلى 7 مليارات دينار، ووصف جاسم السعدون وضع الميزانية بالكارثي، لأنه خصص "17 في المئة كإنفاق رأسمالي دون ربط المشروعات بالأهداف التنموية، ومن غير خلق المشروعات لفرص عمل للمواطنين".
إذا وضعنا اليوم بمثل هذا العجز الكبير، والذي عادة يلام فيه الباب الأول "الأجور والمرتبات" الحكومية، وكأن المواطن هو الذي خلق بداية هذه الحال، وهو الذي شرع، مثلاً ومن أمور أخرى، فلسفة الكوادر المالية لبعض المهن، التي خلقت طبقة ثرية جداً من أصحاب الرواتب المرتفعة، بينما هناك مواطنون يعانون القروض والتزامات أجرة السكن وغيرها، فماذا سيكون الحال في السنوات القليلة القادمة حين يتقدم أكثر من 400 ألف مواطن لسوق العمل، بينما أسعار النفط مرشحة للمزيد من الهبوط بعد انخفاض الطلب على سلعة البلد اليتيمة، وبعد تباطؤ النمو الصيني؟! ماذا ستفعل هذه السلطة، التي تتصرف وكأن شيئاً لن يحدث، وتسير الأمور بعشوائية القدر، فعالم الفساد المالي - الإداري على حاله وينمو ببركة بقاء المسؤولين الذين يديرون "الشو" السياسي في مراكزهم العالية، فلا محاسبة جدية، ولا هم ولا قلق يكترثون له من القادم، مادامت ملياراتهم في الخارج بأمان؟
لا يصح أبداً أي مراهنة على إصلاح الأمور بمثل هذه الظروف، وبمثل تلك العقليات التي تدير الدولة. بغير تنوير الرأي العام وتنبيهه للقادم المدمر، لا خيار آخر ممكن غير أن نطلب من صفية الكويتية أن تسحب الغطاء... وأكملوا مشوار نومكم العميق.
تعليقات