#جريدة_الآن - صلاح الساير يكتب عن العصر الفاشينستي!

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 520 مشاهدات 0


الأنبياء:

انتشرت في الغرب عبارة «لا تجعلوا من الحمقى مشاهير»، والعبارة تعكس واقعا جديدا ومرعبا تمكن من سحب رخصة القيادة من العقلاء والحكماء والأقوياء والفضلاء وسلم الدفة للحمقى والأغبياء والتافهين أو عديمي القدرة أو التجربة.

فبعد أن كان المفكرون والفلاسفة العظام هم من يقودون حركات التغيير ويؤسسون للمراحل الجديدة ويدعمون مسيرة تطور البشرية، أضحى الناس ينقادون لدعاة العدم وشعارات الفوضى والهشاشة وأضحى الفيلسوف المفكر في هوة النسيان بعد أن تصدر (الأراجوز) المشهد العام في أمكنة كثيرة من هذا العالم.

***

أرتاد صالات السينما وأشاهد أفلاما كثيرة وبعضا من أفلام الخيال العلمي وبعض تلك الأفلام يصور مستقبل البشرية على هذا الكوكب على نحو مخيف.

ومن ذلك أفلام تصور الناس وقد عادوا إلى الهمجية أو أنهم مرضى أو متخلفون تتحكم فيهم الأقلية المتفوقة أو الخارقة من البشر التي تضع الأكثرية الموبوءة في مصحات عقلية أو سجون أو تُنفى في أراض بعيدة أو كواكب ملوثة وخربة يعيش فيها الناس كمثل السائمة.

أما النخبة الذكية من البشر فتعيش في مدائن عصرية حديثة يقوم فيها العلماء بالبحث العلمي وإجراء التجارب على (الفئران البشرية) في المنطقة المتخلفة.

***

أفلام الخيال العلمي التي تتحدث عن المستقبل تختلف في التفاصيل والنهايات، غير أنها تجمع على تقسيم البشر إلى فسطاطين (عقلاء وغوغاء).

وأعود إلى عالمنا اليوم، عالم الحمقى والفوضى لنلاحظ أن ثمة نخبة من الأقوياء الأثرياء لديهم (عقول ذكية) أسهمت منتجاتهم في ثورة الاتصالات (السوشيال ميديا)، ما أدى إلى نشر الهشاشة والفوضى والعبثية وتسليم زمام القيادة إلى (المشاهير الحمقى) الذين سوف يعودون بالجماهير البشرية إلى الهمجية في المستقبل الذي بشّرت به الأفلام والذي تنفصل فيه النخبة الذكية النقية عن الأكثرية الفاشينستية، والله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك