تحدثا عن أرقام كارثية ووضع مأساوي للبلد في ندوة 'لنكن صرحاء'

محليات وبرلمان

العمير والعبد الجليل : طريق استجواب رئيس الوزراء مفتوح على مصراعيه وسده بالصعود إلى المنصة

1366 مشاهدات 0


 
- نعيش في مشاكل وكأننا في بلد المائة مليون وليس مليون واحد فقط وإذا لم تحل ستكون هناك أزمات كبيرة
- نخشى علي مجلسنا القادم من الوقع  في نفس مستنقع الأزمات إذا غاب التعاون مع الحكومة وفق الأطر الدستورية
 

 

 النائب السابق د. علي العمير والمهندس نصار العبد الجليل ، بتشكيل حكومة قوية قادرة علي مواجهة الاستجوابات يقودها رئيس وزراء مستعد للصعود على المنصة ويكون لديها خطة ورؤية واضحة،كما أكدا على ضرورة أن تكون التنمية بجميع عناصرها في صدارة أولويات للمجلس القادم لكنهما يؤكدان أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بالتهدئة والتعاون بين السلطتين في إطار أحكام الدستور واللائحة .
وأكد العمير والعبد الجليل خلال ندوة استضافها ديون العجيل في منطقة كيفان تحت عنوان ' لنكن صرحاء ' بحضور حشد من أبناء المنطقة أن مستقبل البلد مرهون بدور تشريعي فاعل لمجلس الأمة بعيداُ عن التوتر أو التأزيم السياسي واستغربا النهج الحكومي غير الموفق حتى الآن والمتمثل في أقرار مرسوم ضرورة لقانون الاستقرار المالي ونسف جميع التعديلات التي أدخلت عليه من النواب في اللجنة المالية
فترة مؤلمة
استهل الندوة د. العمير ،الذي بدأ حديثة بالقول ، ' لنكن صرحاء' ، لها أكثر من شق ، ويتمثل الشق الأول في أن الفترة التي مضت من عمر المجلس والفصل التشريعي الثاني عشر ، كانت فترة مؤلمة ، ضيعنا فيها الانجاز والأعمال الجادة ، وانتهينا بعد أقل من سنة من عمر المجلس ، ورجعنا للمواطنين لنخاطبهم ونقول لهم ، اننا لم نتمكن إلا من انجاز قانون واحد وهو الفحص قبل الزواج .
تصرف السلطتين
وأشار إلي أهم القوانين التي كانت مطروحة علي جدول أعمال المجلس الماضي ، كقانون العمل في القطاع الأهلي ، لافتا الي انه قام بالتصويت عليه في المداولة الأولي ، إلا انه أجهض بسبب حل المجلس ، مشيرا إلى أن البداية كانت جيدة ، خاصة أنها شهدت ترتيب أولويات محددة ، إلا انه للأسف القيادة والسلوك والتصرف لم يكن جيدا من الطرفين الحكومة والمجلس .
مواجهة الاستجوابات
وأوضح انه لو ان الحكومة استفادت من أغلبية المجلس،وواجهت الاستجوابات لانتهت الأزمة ،لافتا إلي انه لم يكن هناك مشكلة في أن يواجه رئيس الوزراء هذه الاستجوابات ويفند محاورها ويوضح للمجلس ما قام به من تصرفات أو خطوات في ويترك للمجلس ليستمع إليه ويقيم ردوده غير أن العمير أكد أيضا أن أعضاء في مجلس الأمة كانوا يتسابقون في تقديم الاستجوابات لدرجة أن البعض كان يعد محور من استجوابه فيسرع آخرون بتقديم استجوابهم.
وقت المصارحة
وقال د. العمير،أننا اليوم في وطن يجب أن نكون صرحاء فيه ، وإذا كان هناك حق دستوري فهذا الحق مرهون بالموائمة السياسية وبالتالي يجب أن تكون رؤية النائب إلى الأمام وتقيمه شاملا ليعرف إبعاد استجوابه ومآله هل سيحقق فائدة للبلد والنتائج المتوقعة منه أم لا،حتى لا ندور في حلقة مفرغة من التأزيم.
وأوضح العمير لقد عدنا اليوم إلى الناخبين وهم بيدهم الكلمة الأخيرة قياسا عما رأوه من ممارسات داخل المجلس الماضي لاسيما أن الناخب مسئول عن قراره ، وعن صوته ، مشيرا إلى أن الشعب الكويتي ، سيختار الأفضل والأحسن ، لأن أي اختيار سينعكس علي مستقبلنا السياسي .
بلد المليون
وأشار د. العمير إلى محور آخر يجب أن نكون صرحاء في طرحه وهو أن وضعنا الآن وكأننا في بلد المائة مليون وليس المليون نسمة ، وكأننا نتعامل مع التحديات بدون إمكانيات، لافتا إلى أن هذا مؤشر خطر جدا ، متسائلا ، هل يعقل أن من هم في سلك التعليم الآن 350 ألف طالب وطالبة من رياض الأطفال إلى الثانوية العامة ، سيتخرج منهم سنويا آلاف ، يحتاجون إلى بلد تكفل لهم كل نواحي التنمية ، وطلبة يتخرجون من المرحلة الثانوية بحاجة إلى جامعات ومعاهد لاستكمال الدراسة ، وتطوير أنفسهم من خلالها ،
أرقام كارثية
وقال ، كيف ستتعامل الدولة مع هذه الأعداد الكبيرة والتي يفترض أن تصل الي 350 ألف بعد 15 سنة ، يحتاجون إلى تعليم عالي ،كما أن هناك أكثر من 50 ألف يدرسون في العديد من الدول ، كيف ستوفر الدولة الوظائف لهذه الشريحة الكبيرة من أبناء المجتمع،إضافة إلى 36 ألف خريج وخريجة ينتظرون دورهم في التعيين لدي ديوان الخدمة المدنية ، وكيف سنوفر لهم إسكان في وقت طابور الانتظار في الرعاية السكنية تجاوز 80 ألف طلب حتى الآن وتبلغ مدة الانتظار من 15 إلى 17 سنة ونسأل كيف سنوفر لهم  مصحات ومستشفات فيما المرضي حاليا قابعون في ممرات المستشفيات .
ودعا العمير إلي ضرورة الاهتمام بالجوانب التربوية ، والعمل علي التنمية ، لافتا إلي انه لا يمكن أن ننجز أو نحقق تنمية بدون تهدئة ، لافتا إلى أن تلك التهدئة لا تعني إغفال أخطاء الحكومة أو التجاوز عنها ، وإنما لربما نحصل علي ما نريد بأقصر الطرق ، وأقربها وأيسرها ، مشيرا إلى أن الرسول صلي الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما .
الصعود علي المنصة
وأكد علي أهمية المصارحة ، وأن نبين ما سيؤول اليه وضع البلد  لو انشغل المجلس القادم مرة أخرى بأي توتر أو تأزيم سياسي ، واذا لم تأت حكومة قوية أو جاء رئيس وزراء لا يريد الصعود علي المنصة أو أن يواجه الاستجوابات ، محذرا من خطورة هذا الطريق ومآله ،وقال أن مستقبل البلد مرهون بتشريعات حقيقية .
وفي هذا السياق تحدث العمير عن الإخفاق الحكومي في معالجة الأزمة الاقتصادية وتأخيرها في إصدار قانون الاستقرار المالي،مستغربا صدوره بمرسوم كما أحالته الحكومة على مجلس الأمة حيث نسفت جميع التعديلات التي قدمها النواب وجهود 18 اجتماعا للجنة المالية البرلمانية ..
مستنقع الأزمات
وأكد العمير انه إذا جاء المجلس المقبل وتجاهل قوانين العمل في القطاع الأهلي والابتعاث ، والاعتماد الأكاديمي،والتأمين الصحي وإنشاء مستشفيات للمواطنين والمتقاعدين ، وتعديل قانون الخدمة المدنية وتعديل سقف الراتب للمتقاعد ، وتجاهل كذلك حقوق المرأة الاجتماعية والمدنية،وحقوق شريحة هامة يجب أن تتوفر لها الحقوق الإنسانية والمدنية وهي فئة البدون،وتفرغ للصدام والعراك والبحث عن بؤر التوتر والتأزيم سواء من قبل المجلس أو الحكومة فستكون هناك مشكلة كبيرة ، وستكرر الأزمة بكل إبعادها وساعتها سنخشى علي مجلسنا القادم أن يقع  في نفس مستنقع الأزمات والتطور السياسي،وتابع العمير موضحا لا يجب على السلطتين تجاهل المبدأ الدستوري الذي يقول ' الأصل في الحكم أن يقوم علي أساس الفصل بين السلطات مع تعاونها ودون أن تتنازل سلطة عن كل أو جزء من اختصاصاتها' لذلك المخرج من كل ذلك هو التعاون وفق الأطر الدستورية.
العدالة وتكافؤ الفرص
وأشار الي ضرورة تطبيق مبادئ العدالة والإنصاف ، وتكافؤ الفرص ، متسائلا ، كيف نتكلم عن الوحدة الوطنية وهناك من يعمل عكس مبدأ تكافؤ الفرص ، ويعطيها لأصحابه وأقاربه فقط ، وبقية الناس لا حق لهم ، الأمر الذي ينتج عنه شرخ في الوحدة الوطنية .
وأكد العمير علي ضرورة الاهتمام بالأسرة وبالشباب الذي ينشئ في مدارسنا في ظل غياب الأخصائي الاجتماعي والنفسي سواء في جامعة الكويت ووزارة التربية قائلا وفق الإحصائيات أمامنا 40 سنة حتى نفي باحتياجات المدارس .
ساعات معدودة
من جانبه قال المهندس نصار العبد الجليل ، ساعات معدودة وتنتهي هذه المنافسة الشريفة ، والجميع الآن مطالب بحسن الاختيار ، ونعلم أن أبناء الدائرة الثالثة لديهم معايير الاختيار لنائب المستقبل الذي سيحقق طموح أبناء الوطن ، معربا عن أمله أن يأتي المجلس الذي يلبي طموحات المواطن.
إلا الحكومة الضعيفة
وأوضح العبد الجليل أن الدور الأكبر في المرحلة القادمة يقع علي عاتق الحكومة ، والتي قصرت خلال المجلس الماضي الأمر الذي نتج عنه ما رأيناه من تأزيم ، لافتا انه اذا خشيت الحكومة من الاستجوابات فسيأتي من سيستجوبها مرة أخري،وكلها ستوجه إلي رئيس مجلس الوزراء بعد أن عرف البعض الطريق إلى ذلك .
وأكد في حال جاءت حكومة ضعفيه ، فستعطي الفرصة السانحة للمستجوبين لاستخدام هذه الأداة في غير مواضعها وعلي أقل الأسباب .
خطة وأجندة عمل
وأعرب العبد الجليل عن أمله أن يوفق صاحب السمو في اختيار رئيس الحكومة المقبل وأن يتعاون معه الجميع لما فيه مصلحة الكويت،وأن يعرف رئيس الحكومة ماذا يريد المواطن ويحسن اختيار الوزراء القادرين علي تلبية طموحات المواطن ، ونريد من الحكومة أن يكون لديها رؤية للمستقبل وخطة واضحة، وأن يكون لديها أجندة بخطة زمنية ، حتي يتعاون معها الجميع في تنفيذها لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
وأكد علي أهمية أن تغير الحكومة من طريقة تعاطيها مع الأمور وحاجات البلد المستقبلية حتى نحقق ما تصبوا إليه نفس كل مواطن يريد العيش بأمان وسلام .
وأشار إلى انه إذا ما جاءت حكومة تؤمن بالديمقراطية ، وبعيدة عن البيروقراطية  ومستعدة لإشراك الجميع وكسر الاحتكار ، وإشراك القطاع الخاص في جميع المجالات ، الصحية والتعليمية والإسكانية و البني التحتية ، فلن نصل إلى حل للمشكلات.

الآن - محرر الثالثة

تعليقات

اكتب تعليقك